رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

تلقيت رسالة من أهلى فى الصعيد بعد السلامات والاطمئنان على صحتى والأولاد، حملونى أمانة بأن أنقلها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال هذه الزاوية يشكرونه فيها على اهتمامه بالمواطنين البسطاء، الضعفاء الذين لم يتوقعوا أن يسأل  عنهم أحد، فما بال أن يتابع أحوالهم الرئيس بنفسه.

الرسالة تتحدث عن بنت الصعيد مروة العبد التى استقبلها الرئيس فى القصر الرئاسى لتكريمها تقديراً لكفاحها الذى يؤكد احترام الرئيس لقيمة العمل.. أى عمل شريف يحفظ للإنسان كرامته.

واعتبر الصعايدة بلدياتى أن تكريم مروة العبد بنت قرية البعيرات بالأقصر هو تكريم لأهل الصعيد بالكامل، وتكريم لكل شخص شريف، يأكل من عرق جبينه، وعرق الجبين مصطلح منتشر فى الصعيد، وهو أن الإنسان مهما كان فقيراً لا يمد يده للسؤال، وإنما يبحث عن عمل شريف يؤديه، ويتعب فيه، ويراعى ضميره، ويخاف مراقبة الله له، ويعرق حتى يحصل على مقابل عمله مالاً حلالاً، وعرق الجبين هو الماء الذى يتساقط من الجبهة من مشقة العمل الذى يؤديه العامل بإخلاص وأمانة.

بنت الصعيد مروة أجبرتها ظروف الحياة على العمل كسائقة «تروسيكل» تنقل به أطفال المدارس والبضاعة تحت لهيب الشمس الحارقة صيفاً وبرد الشتاء القارس شتاء، لا تكل ولا تمل، بل راضية، قانعة بأنها تغمس لقمتها فى الحلال، وتدبر بعض الجنيهات لمساعدة أسرتها، ارتدت «مروة» الملابس الخشنة، ولفت الشال حول رقبتها، لا تبالى أن تتم معاملتها كأنثى، أو يعتبرونها رجلاً، هى لا تهتم بالمظاهر، لأنها تبحث عن لقمة العيش، وفى سبيل ذلك تخلت عن الشكليات.

ولم تنتظر الأضواء، ولم تحلم بها أبداً، فبينها وبين الشهرة طريق مستحيل لا تستطيع أن تعبره، لكنها عبرته، والتقت برئيس الجمهورية فى مقر الحكم، وجدت مروة الرئيس يقول لها: شكراً، أنت نموذج للشباب المصرى المشرف المكافح، مروة تحدثت عن الرئيس مع أهل الصعيد وقالت: إنه متواضع جداً، وما يذاع فى القنوات من المواقف التى تؤكد بساطته وتواضعه هو جزء بسيط من الشخصية الحقيقية، التى رأيتها.

القصة الإنسانية التى قدمتها قرية البعيرات فى شخصية مروة سائقة التروسيكل تتلخص فى أن النجاح ليس فى نوع العمل ولكنه فى أن تؤديه بنجاح واقتناع وضمير، وأن العمل تبحث عنه، ولا يبحث عنك.

رسالة الصعايدة تضمنت سؤالاً وهو: من أين يأتى الرئيس بالوقت الذى يسمح له بمتابعة المشاكل الصغيرة مثل سائقة التروسيكل وفتاة الإسكندرية وغيرهما وسط هموم الدولة، وأرد على أهلى بأن الرئيس راعٍ ومسئول عن رعيته، وانه قال للمصريين جميعاً بعد توليه السلطة: لا أملك غير العمل أقدمه لكم، وعمل الرئيس هو متابعة أحوال الشعب إلى جانب مهامه الأخرى الكثيرة، وطالما حديثنا عن مشاكل المواطنين، فالرئيس يقدر كل شخص شريف يعمل عملاً شريفاً، لأن الإنسان الشريف يكون أميناً على بلده، مخلصاً لها، فالإخلاص لا يتجزأ، المخلص فى عمله مخلص لبلده، لأنه يخاف الله، ومن خاف الله، أمن عقابه.

ياريس، إن تكريمك لهذه الفتاة البسيطة هو تكريم للإنسان فى كل مكان وتكريم للعمل، وانحياز للمواطن البسيط الذى ازداد قناعة بأنه وجد من يسأل عنه، ويحنو عليه.