عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

 

ما زلنا فى رحاب الفيلسوف العظيم سقراط، قال سقراط فى محاكمته طبقاً لما ورد على لسان أفلاطون إن ضحك الجمهور فى المسرح تعد مهمة أصعب فى الرد عليها من ادعاءات هؤلاء الذين اتهموه، وقد اعتقد سورين كيركيجارد أن هذه المسرحية كانت تعتبر بمثابة تمثيل أدق لـسقراط من تلك التى كتبها تلامذته، وقد انتقد سقراط فى هذه المسرحية على قذارته التى كانت شائعة بين سكان مدينة لاكونيا فى ذلك الوقت، وكذلك فى مسرحيات أخرى كتبها كالياس وإيوبوليس وتليكليدس، وفى كل هذه المسرحيات انتقد سقراط والسوفسطائيين بشدة على الأخطاء الأخلاقية المتأصلة فى الأفكار والأدب المعاصر.

يعتبر أفلاطون وزينوفون وأرسطو هم المصادر الأساسية لمعرفة تاريخ سقراط إلا أن زينوفون وأفلاطون كانا من التابعين اللذين تتلمذا على يد سقراط وبالتالى فإنهم يضعونه فى صورة مثالية ومع ذلك فإن ما كتبوه عن سقراط يعتبر هو المصدر الوحيد الذى وصل إلينا كأوصاف متواصلة لسقراط، أما أرسطو فقد كان يشير من آن لآخر بشكل عابر لسقراط فى كتاباته، وجدير بالذكر أن معظم أعمال أفلاطون كانت تتمحور حول سقراط، ولكن يبدو أن أعمال أفلاطون الأخيرة كانت فلسفته الخاصة ولكنه وضعها على لسان معلمه.

إن الحوارات السقراطية هى عبارة عن سلسلة من الحوارات التى كتبها أفلاطون وزينوفون على شكل مناقشات بين سقراط وأشخاص آخرين من زمنه أو مناقشات بين تابعى سقراط حول مفاهيمه وأفكاره، ويعتبر حوار فيدون الخاص بـأفلاطون مثالاً على الفئة الأخيرة، وعلى الرغم من أن حوار دفاع سقراط يعتبر مونولوجاً على لسان سقراط فإنه عادة ما يوضع فى زمرة الحوارات، ويعتبر حوار دفاع سقراط تسجيلاً للخطاب الفعلى الذى ألقاه سقراط أثناء دفاعه عن نفسه فى المحكمة، ويتكون الدفاع فى نظام المحلفين الأثينى من ثلاثة أجزاء: خطاب متبوع بتقييم أو دفاع مضاد عن نفسه ثم بعض الكلمات الأخيرة، إن المرادف الإنجليزى لحوار دفاع سقراط ولكنه ليس مصطلحاً مستخدماً فى وقتنا الحالى بشكل عام لا يضع أفلاطون أفكاره الخاصة على لسان متحدث بعينه، وإنما يترك الأفكار لتنبثق من خلال المنهج السقراطى تحت إشراف سقراط، وتوضح معظم الحوارات أن سقراط يطبق هذا المنهج إلى حد ما ولا أدل على ذلك من حوار إيوثيفرو فى هذا الحوار يمر سقراط وإيوثيفرو بتأكيدات متعددة لتنقيح الإجابة عن سؤال سقراط ما التقى وما العاصي؟ فى حوارات أفلاطون يبدو التعلم وكأنه عملية تذكر، أن الروح قبل أن تتجسد فى جسد الإنسان كانت فى عالم الأفكار وهو عالم شبيه بالأفكار الأفلاطونية، وهناك كانت ترى الأشياء على حقيقتها وليس الظلال الباهتة أو النسخ التى نراها على الأرض، ومن خلال عملية الاستجواب يمكن أن نجعل الروح تتذكر الأفكار فى شكلها النقى، الأمر الذى يؤدى إلى الحكمة وبالنسبة لكتابات أفلاطون التى تشير إلى سقراط بشكل خاص ليس من الواضح دائماً أى من الأفكار التى يثيرها سقراط أو أصدقاؤه هى فى الحقيقة تخص سقراط وأيها ربما يكون إضافات جديدة أو تفسيرات وضعها أفلاطون، ويعرف هذا بالمشكلة السقراطية وبشكل عام تعتبر الأعمال الأولى لأفلاطون قريبة إلى روح وشخصية سقراط فى حين أن الأعمال الأخيرة له بما فيها حوارا فيدون والجمهورية من المحتمل أن تكون نتيجة لتفسيرات أفلاطون.

على الفور انطلق تلامذة سقراط إلى العمل على تطبيق تصوراتهم لتعاليم سقراط فى السياسة وأيضاً على تطوير الكثير من المدارس الفلسفية الجديدة للتفكير، لقد كان بعض طغاة أثينا المثيرين للجدل والمعارضين للديمقراطية من تلامذة سقراط المعاصرين أو غير المعاصرين له ومن ضمنهم السيبيادس وكريتياس، وقد واصل أفلاطون ابن عم كريتياس تأسيس مدرسته التى أطلق عليها الأكاديمية فى عام 385 قبل الميلاد والتى حظيت بشهرة واسعة لدرجة أن اسمها أصبح كلمة تعنى مؤسسة تعليمية فى اللغات الأوروبية الحديثة مثل الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، أما عن أرسطو تلميذ أفلاطون وصديقه الذى يعد من الشخصيات شديدة الأهمية فى العصر الكلاسيكى فقد ذهب لتعليم الإسكندر الأكبر وأسس مدرسة خاصة به فى عام 335 قبل الميلاد والتى أطلق عليها الليسيه وقد أصبح هذا الاسم أيضاً يعنى الآن مؤسسة تعليمية، فى حين تم إظهار سقراط على أنه يقلل من شأن المعرفة المؤسسية مثل الرياضيات أو العلوم مقارنة بالظروف الإنسانية فى حواراته، فإن أفلاطون أكد عليها مضيفاً إليها معنى تجريدياً يعكس ذلك الخاص بفيثاغورس.

وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد