رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

لم يكن حادث مقتل مدرسة الإسكندرية على يد أحد تلاميذها هو الأول من نوعه كجريمة قتل جنائية، ولكن اعترافات القاتل كشفت عن الضياع الذى تخلفة الألعاب الإلكترونية التى تتسلل إلى البيوت لتحتل العقول وتخربها، بل أن الأمر وصل لاكتشاف 10 ألعاب خطيرة تؤدى بلاعبها إما إلى الانتحار أو ارتكاب لاعبها لجريمة القتل، وهذا ما حدث فى جريمة مقتل معلمة الثانوى وجاء باعترافات تلميذها طالب الثانوى أنه شاهد مقطع فيديو أثناء ممارسة اللعبة الإلكترونية وذلك تنفيذا لمراحلها واسمها enem y، والتى تعمل على أجهزة الحاسب الآلى، والهواتف الذكية، حيث تستند إلى وقائع إحدى مسلسلات الرسوم المتحركة المتداولة على موقع يوتيوب.

ولدت تلك اللعبة لديه فكرة القتل، فقرر تطبيقها على أرض الواقع، وذهب إلى شقة مدرسته ليسدد لها طعنات نافذة بأنحاء متفرقة بالجسد حتى سقطت جثة هامدة، وأضاف المتهم أنه أحضر سكيناً كبير الحجم من المنزل، وتوجه لمنزل المجنى عليها كعادته أسبوعيًا لتلقي درس خصوصى لديها، ولدى دخوله لمنزلها طلب منها كوب ماء وغافلها وأخرج السكين من حقيبته وسدد إليها طعنات نافذه بجسدها. وشرح طريقة توجيه العديد من الطعنات إليها فأودى بحياتها.

إن التطور التكنولوجى أزاح مراقبة الأولياء لخروج الإنترنت عن معناها التقليدى، فصارت ترافق الفرد فى كل مكان، لقد أصبحت الألعاب القاتلة تنتشر على شبكة الإنترنت فى السنوات الأخيرة لتروج للتشويه والتعذيب والانتحار، لتلحق بمستعمليها وفى مقدمتهم الأطفال أضرارا بالغة وصلت إلى حد الانتحار من خلال تعليمات افتراضية تؤثر بهم، وتعتمد على غسل دماغ المراهقين الضعفاء، وأودت تلك الألعاب بحياة كثير من الشباب والمراهقين وتشويه أجسادهم باستخدام آلات حادّة، وتحثهم على الاستيقاظ فى ساعات متقطعة من الليل بالإضافة إلى تقطيع قطع صغيرة من أجسادهم، وتصوير أنفسهم، لينتقل إلى مرحلة أخرى حيث يتلقى تشجيعا من القائمين على اللعبة ويخدعونه أنه بطل.

وعند بلوغ اليوم الـ50 من ممارسة اللعبة، يقدم اللاعب على الانتحار فوراً. إن ما تم اكتشافه من ألعاب خطرة عدد ضئيل جدا بالنسبة لكم الألعاب الهائل عبر النت، أشهرها الحوت الأزرق والتى حصدت أرواح شباب فى الداخل والخارج، ولعبة مريم ولعبة البوكيمون وتحدى تشارلى، وهى لعبة توهم باستحضار روح شريرة سبب تنامى النشاط الشيطانى، كذلك لعبة جنية النار وenemy التى نفذها قاتل مدرسته بالإسكندرية.

وأضرار هذه الألعاب على العقل مدمرة وتصنع طفلا بليدا وبارد العواطف وعنيفا تقتل فيه الأحاسيس وتجعلهم يقبلون على إيذاء أجسادهم دون تفكير فى العواقب. لقد عثرت أجهزة الأمن داخل حقيبة قاتل مدرسته بالإسكندرية على ورقة مدون بها عبارات تحث على القتل، مما دفع وزارة الداخلية أن تهيب بأولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم، حال استخدامهم لشبكة الإنترنت، حرصًا عليهم مما قد تحتويه تلك الألعاب أو ما تتضمنه بعض المواقع من الحض على الإرهاب، والتأثير السلبى على سلوك النشء، لدفعهم إلى ارتكاب الجرائم أو الانتحار. كما حذرت الوزارة من خطورة عدم التفات الأسر لمسئولياتها تجاه أبنائها، ومغبة تركهم للوقوع كفريسة فى براثن تلك الممارسات، التى تهدد المجتمع.

ويبقى السؤال: أين كانت أسرة المتهم حينما ذهب بحقيبته إلى المدرسة وبها ورقة الموت وسكين وخلافه؟ وأين دور الأبوين فى كل أسرة حتى لو كان هناك انفصال بين الأبوين فهو انفصال زوجين فقط وليس انفصال أب عن أبنائه؟ وأين المتابعة؟ إن الانفصال أو الطلاق لا ينفى مسئولية الأب أو الأم والعم والخال والجد، ولا ينفى المسئولية الأسرية، قال تعالى فى سورة الإسراء «وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه» صدق الله العظيم.