رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

ضاع اجتماع مجلس التحرير، أمس، فى قضية وجدنا أنها مهمة، لأن جريدة الوفد أعلنت منذ صدورها انحيازها للمواطن إذا كان صاحب حق. تتعلق القضية بموضوع مهم يؤرق آلاف المواطنين بل الملايين وهو «تشابه الأسماء»، وبسبب التشابه فى الأسماء الذى يحدث صدفة والذى يصل إلى الجد الرابع فى بعض الأسماء دخل أبرياء السجن، وظل آخرون تطاردهم العدالة، واستفاد البعض، وتناولت السينما هذه القصص وشاهدنا فيلم معالى الوزير الذى تولى الوزارة رغم أنه كان الشخص غير المقصود وقاده إلى المنصب تشابه الأسماء، واكتشفت وأنا أتصفح موقع «جوجل» أن وزير الصدفة الذى شاهدناه فى الفيلم حدث فى الواقع فى إحدى حكومات بعد ثورة 23 يوليو عندما قام شخص آخر غير المكلف بإحدى الوزارات بأداء اليمين الدستورية بسبب تشابه الأسماء!!

القضية التى بسببها قرر الأستاذ وجدى زين الدين مغادرة اجتماع مجلس التحرير الذى كان منعقدا لاستعراض أفكار العدد الجديد مع رؤساء أقسام الجريدة لاستقبال مواطن طاعن فى السن جاء بجلبابه البلدى من إحدى محافظات الوجه البحرى، واصطحبه رئيس التحرير إلى مكتبه للاستماع إلي مشكلته، بدأت بموافقة منى على نشر خبر فى الصحفة الثانية يوم 10 نوفمبر الحالى بعنوان: «خرج ولم يعد» وهى خدمة مجانية نقدمها لقارئ الوفد لمساعدة الأسر التى تغيب أبناؤها على استعادتهم، ومساعدة الشرطة فى البحث عنهم، ونقوم بهذا الواجب كالتزام من الجريدة فى إطار مسئوليتها الاجتماعية. نشرنا فى الجريدة صورة شاب من محافظة الشرقية بناء على طلب من أسرته، وجاء فى الخبر إنه متخلف عقليا، ونشرنا مع الخبر ثلاثة أرقام تليفونات محمولة لأسرة الشاب حتى يسهل على من يعثر عليه الاتصال بأسرته لاستلامه وكما قلت إننا نساعد الشرطة التى لم تقصر فى أداء واجبها نحو المواطنين التائهين أو المتغيبين فى إعادتهم إلى أسرهم وإعادة البهجة إلى الأسر المتلهفة على أبنائها الذين غابوا لظروف معينة.

أمس أى بعد مرور 18 يوما على نشر خبر غياب الشاب اكتشفنا أننا تسببنا فى ضرر لأسرة أخرى وهذا ليس خطأ من الوفد، ولكنها أزمة تشابه الأسماء التى وضعتنا أمام مأزق مؤقت، قال الرجل المسن لرئيس التحرير إن ابنه ليس متغيبا، ولم يحدث أنه خرج ولم يعد كما هو منشور، وأنه يعتقد أن أحدا فى بلده يكيد له، ويحاول تشويه صورة العائلة فابنه ليس متخلفا عقليا، وهو فى كامل صحته، إلى آخر الكلام.. نظر لى الأستاذ وجدى لأرد عن الخبر الذى نشرناه وعن مصدره، وأن جريدة الوفد تتحرى الدقة فيما تنشره، وخبر كهذا يسىء إلى أسرة الشاب، ونحن جريدة تنحاز إلى مصلحة المواطن، وليس لتشويه سمعته، وأيدت رئيس التحرير فيما قال، وطلبت منه منحى فرصة للتحقيق فى هذا الأمر، لأن أحد الصحفيين الكبار فى الجريدة أرسل لى الخبر، وأنا وافقت على نشره فى إطار الخدمة التى نقدمها للقارئ، ولا نتوقع أبدا أن يكون وراء هذه الخدمة الإنسانية المجانية التى نساعد فيها المواطنين البسطاء أن يتبعها أذى لأحد، ونحن نحاول حل المشكلة، كان الرجل يواصل حديثه وقال إن قسم الشرطة استدعاه لسؤاله عن ابنه المتغيب فأنكر غيابه، وأنه يعتب على جرجرته إلى القسم بدون ذنب، وقلنا له إن قسم الشرطة يحاول مساعدتك ولا يقصد إهانتك، لأن المنشور يتناول ابنك حتى يثبت العكس فالشرطة فى خدمة الشعب.

فجأة جاءت للأستاذ وجدى فكرة، استخدم فيها فراسته، وأجرى اتصالا بأول رقم هاتف نشر مع الخبر فرد عليه شخص، وسأله عن الشاب المتغيب المنشورة صورته فى الوفد فأجاب بأن الخبر صحيح، وأنه يشكر جريدة الوفد التى استجابت للنشر لمساعدة أسرته فى العثور عليه، فقلنا له إن والد الشاب عندنا فى الجريدة ونفى غيابه، فقال أريد أن أكلمه، فأقنعه أن الشاب متغيب، وقال الرجل الذى كان تقريبا مرتبكا إن صورة الشاب المنشورة ليست صورة ابنه ولكن اسمه حقيقى يتطابق إلى اسم الجد، وتبين أنه تشابه أسماء والشاب متغيب فعلا، وأن الاستدعاء الذى جاء للرجل من قسم الشرطة بالشرقية تم بناء على تشابه الأسماء، وشكرنا الرجل على الجهد الذى بذلناه لتطيب خاطره، وخرج من الجريدة وهو مقتنع أننا ننشر الحقيقة، ونساعد البسطاء على حل مشاكلهم بقدر ما نستطيع وأننا نحترم دور الشرطة التى تعمل على مساعدة المواطنين لأنها فى خدمة الشعب وتنفيذ القانون.

مآسى تشابه الأسماء ميراث قديم لن يتم حله بين يوم وليلة، هناك آلاف المواطنين يواجهون معاناة يومية بسببه، ولكن هناك جهودا حقيقية تبذلها وزارة الداخلية فى مساعدة المواطنين على تصحيح هذه الأخطاء من خلال قطاع الأحوال المدنية الذى يقوم بعد دخول التكنولوجيا الحديثة بمساعدة المواطنين على فك التشابكات فى الأسماء، ويقوم على هذا القطاع اللواء مدحت الأعصر مساعد وزير الداخلية الذى لا يكل ولا يمل فى البحث عن الجديد الذى يضبط سجلات القيد العائلى للأسر المصرية وإنهاء تراكمات عشرات السنين من اللخبطة والخلط بين الأسماء الخطأ والمكررة، ويعاون اللواء الأعصر، شبكة كبيرة من الضباط منهم الضابط الكفء أحمد ماضى مدير مكتبه، هذه التوجيهات تتم تحت اشراف شخصى من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الذى يبحث عن راحة المواطن فى كل القطاعات.

وقال لى أن أحد الضباط الكبار فى المصلحة أن لخبطة الأسماء الممكن تجلب ثروة لمن لا يستحق، أو تجلب له مصيبة.