رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

فقدت وزارة الداخلية مؤخراً أحد أكفء ضباطها فى جهاز أمن الدولة سابقا، الأمن الوطنى حاليًا، برحيل اللواء محمد عبد الفتاح عمر عبيد مساعد أول وزير الداخلية سابقاً ،كما فقد مجلس النواب أحد أبرز نوابه سابقاً بوفاة الفقيد الذى كان وكيلاً للجنة الدفاع والأمن القومى، كما فقدت قرية الدير البحري ومحافظة قنا برحيله أحد أبرز رجالاتها الذين تمتد أياديهم البيضاء فى كل مكان حيث خدم وساعد البعيد قبل القريب والجار قبل الصديق.

يعد اللواء محمد عبدالفتاح أسطورة حقيقية ،وقد عاصرته عن قرب منذ سنوات التسعينيات حتى الآن تقريباً، من خلال عمله مديراً لأمن الغربية والقليوبية ثم المنيا ورئيساً لشرطة  الكهرباء والنقل والمواصلات ونائباً فى البرلمان، وقبل تلك الأدوار الخطيرة عمل اللواء الراحل فى جهاز مباحث أمن الدولة بصحبة اللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية الأسبق وكان مسئولاً عن النشاط الدينى وتمت ترقيته حتى وصل إلى منصب وكيل الجهاز وكان منافساً خطيراً للواء أحمد العادلى لتولى رئاسة جهاز مباحث أمن الدولة، إلا أن عمله مديراً لأمن المنيا، أبعده عن المنصب وقتها حيث تولى تلك المسئولية الخطيرة فى حقبة التسعينيات إبان اشتداد ضربات الإرهاب خاصة فى الصعيد وتحديدًا فى المنيا وأسيوط وقنا، وقبلها عاش اللواء الراحل فترة صعبة خلال تقديمه للمحاكمة فى قضية التعذيب الكبرى إلا أن المحكمة برأته وهو وزملاءه فيما بعد، ومن خلال  اللواء عمر تعرفت على شقيقه النائب عبد اللاه عمر عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى فى الدير البحرى، وهو على عكس شقيقه شخصية اجتماعية وله صداقات عديدة من أصغر كناس فى الشارع إلى رئيس الوزراء شخصياً، أما اللواء عمر فقد اشتهر بالجدية الشديدة والعمل فى دأب وصمت وكانت له خدمات كثيرة لأبناء الدير ومحافظة قنا وزملائه الضباط أيضاً، وهو صاحب مدرسة الحوار مع من يستحق الحوار من الجماعات الإسلامية وتنظيم الجهاد والتنظيمات التكفيرية الأخرى، ولكن لا حوار مع من يرفع السلاح فى وجه الدولة أبداً.

أذكر أننى قرأت مذكرات الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق وفوجئت أن اللواء عمر هو الذى ألقى القبض عليه فى أواخر السبعينيات على ذمة قضية انتفاضة الخبز وقد أشاد به الدكتور السعيد كثيرا وبحسن معاملته له خلال فترة الاعتقال على عكس الكثير من ضباط أمن الدولة الآخرين الذين أساءوا لأنفسهم وللجهاز كما وجدنا فى فيلم زوجة رجل مهم بطولة الفنان احمد زكى حيث تم تقديم زكى للمحاكمة ثم فصله من الجهاز بعدها، فى حين أن الداخلية احتفظت باللواء عمر بعد براءته فى قضية التعذيب تقديراً لكفاءته ودوره فى تطوير جهاز مباحث أمن الدولة وهو ما يحسب له كما اعترف بذلك اللواء حسن أبوباشا واللواء فؤاد علام في مذكراتهما، رحم الله اللواء عبدالفتاح عمر وأسكنه فسيح جناته.