رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة عدل

غالبا ما كان «سقراط» يذكر أن حكمته مقصورة على إلمامه بما يتصف به من جهل، وكان «سقرط» يؤمن بأن ارتكاب الأخطاء هو نتيجة للجهل وأن من يرتكبون الأخطاء يفتقرون إلى معرفة ما هو صحيح، والشىء الوحيد الذى أكد «سقراط» باستمرار أن لديه معرفة به هو «فن الحب» الذى ربط بينه وبين مفهوم «حب الحكمة»، أى الفلسفة، إنه لم يدع قط أنه حكيم، ولكنه أدرك المسار الذى لابد أن يسلكه محب الحكمة فى سعيه وراء الحكمة. ولقد كان التوصل إلى ما إذا كان «سقراط» يؤمن بأن البشر «فى مواجهة الآلهة مثل الإله أبولو» بإمكانهم بالفعل أن يصبحوا حكماء أم لا أمرًا محل جدال، فمن ناحية فرق «سقراط» بين الجهل البشرى والمعرفة المثلى. ومن ناحية أخرى، وصف «أفلاطون» فى كل من حوار «المأدبة» و«الجمهورية» المنهج الذى اتخذه سقراط للوصول إلى الحكمة.

أعتقد «سقراط» أن أفضل طريقة يحيا بها البشر هى أن يركزوا على تطوير الذات بدلا من السعى وراء الثروة المادية. وقد كان دائما ما يدعو الآخرين لمحاولة التركيز على الصداقات وعلى الإحساس بالمجتمع الحقيقى، لأن «سقراط» شعر بأن هذه هى الطريقة الفضلى لكى ينمو البشر كمجموعة، وقد وصل تطبيقه لهذه المبادئ إلى درجة أنه قبل فى نهاية حياته الحكم بالإعدام فى الوقت ýالذى ظن فيه الجميع أنه سيغادر أثينا هربًا، وذلك لأنه شعر بعدم القدرة على الهروب أو معارضة إرادة مجتمعه، وكما ذكرنا من قبل كانت بسالته المعروفة فى أرض المعركة لا جدال فيها.

ýإن فكرة أن البشر يملكون فضائل معينة كانت تشكل ميزة مشتركة فى كل تعاليم «سقراط». وتمثل هذه الفضائل السمات التى يجب أن يحظى بها كل إنسان، وعلى رأسها الفضائل الفلسفية أو العقلية. وقد أكد «سقراط» أن «الفضيلة هى أقيم ما يملكه الإنسان، والحياة المثالية هى تلك الحياة التى تنقضى فى البحث عن الخير. وتكمن الحقيقة وراء ظلال الوجود، ومهمة الفيلسوف هى أن يوضح للآخرين مدى ضآلة ما يعرفون بالفعل».

ýغالبًا ما يقال أن «سقراط» كان يؤمن بأن «المثاليات تنتمى لعالم لا يستطيع فهمه إلا الإنسان الحكيم»، ما يجعل الفيلسوف هو الشخص الوحيد المناسب للتحكم فى الآخرين. وفى حوار أفلاطون «الجمهورية»، لم يكن «سقراط» مرنًا أبدًا بخصوص معتقداته فيما يتعلق بالحكومة. فاعترض بشكل صريح على الديمقراطية التى حكمت «أثينا» فى ذلك الوقت. ولكنه لم يعترض فقط على الديمقراطية فى «أثينا»: وإنما اعترض على أى شكل من أشكال الحكومات الذى لا يتواءم مع أفكاره المثالية عن جمهورية كاملة يحكمها الفلاسفة، وقد كانت الحكومة فى «أثينا» أبعد ما تكون عن هذه الحال. إلا أنه من الممكن أن تكون أقوال «سقراط» المذكورة فى حوار أفلاطون «الجمهورية» مصبوغة بآراء أفلاطون نفسه. فى السنوات الأخيرة من حياة «سقراط»، كانت أثينا تمر بتغيرات مستمرة نتيجة الاضطرابات السياسية. وأخيرًا أطاحت حكومة «الطغاة الثلاثين»، بالديمقراطية. وكان يقود هذه الحكومة «كريتياس» أحد أقرباء «أفلاطون» والذى كان تلميذًا من تلامذة «سقراط». وظلت حكومة الطغاة تحكم «أثينا» قرابة عام قبل أن تعود الديمقراطية لتتقلد الحكم مرة ثانية، وفى هذا الوقت أعلنت هذه الحكومة العفو العام عن جميع الأفعال التى قامت بها مسبقًا. غالبًا ما تُنكَر معارضة «سقراط» للديمقراطية، كما أن هذه المسألة تعد من الموضوعات الفلسفية المثيرة للجدل عند محاولة تحديد الأفكار التى آمن بها «سقراط» بالفعل. ومن أهم الحجج التى يسوقها هؤلاء الذين يزعمون عدم إيمان «سقراط» بفكرة الحكام الفلاسفة هى أن هذه الفكرة لم يتم التعبير عنها قط قبل حوار «الجمهورية» لـ«أفلاطون»، الذى يعتبر بشكل عام أحد حوارات أفلاطون المتوسطة ولا يمثل آراء «سقراط» التاريخية.