تربية وتعليم المدرس

فى حصة «اللغة» العربية بإحدى مدارس دمياط، طلب المدرس من التلاميذ إعراب جملة وهى «بسملة تلميذة سوداء»، وكانت تجلس فى الفصل تلميذة تحمل نفس الاسم والملامح، بكت «بسملة» والتلاميذ ضحكوا عليها، وهددها المدرس بالطرد، واقترح عليها أحد التلاميذ أن تسافر إلى إفريقيا! مدير التربية والتعليم استقبل بسملة ووالدها، واعتذر لها، وقرر إحالة المدرس للتحقيق، كما توجهت محافظ دمياط الدكتورة منال عوض إلى المدرسة وقدمت باقة ورد إلى بسملة، وقبلت رأسها.

كما وجه الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، الدعوة للتلميذة فى مكتبه للاعتذار لها. البشرة السمراء ليست عيبًا، فعندنا فى الصعيد نفتخر بأن السمار نصف الحلاوة، وهناك أغانٍ خاصة للسمر، مثل أسمر يا اسمرانى، وقالوا السمار أحلى ولا البياض أحلى، قلت اللى شارينى جوه العيون يحلى، وجميل وأسمر، ويا اسمرانى اللون، كما أن البشر لا يختارون ألوانهم، لكن على المستوى العام هل تم حل المشكلة؟، أعتقد «لا»، لأنه إذا كان التعليم الأساسى عندنا يطلق عليه التربية والتعليم، وتديره وزارة تحمل هذا الاسم، فإن الذى يحتاج إلى تربية وتعليم هو المدرس الذى يسخر من تلاميذه بهذه التفاهة.

 تصرف هذا المدرس لا يليق بمهنة التعليم القائمة على الاحترام والتقدير وعدم التمييز. يجب أن يتعلم المدرس قبل أن يكلف بالقيام بمهمة الأنبياء أن السخرية مرفوضة دينيا وأخلاقيا وتربويا، نحن دولة تقبل الاختلاف، وتقبل الآخر، والدستور نص فى المادة 53 على أن المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء السياسى أو الجغرافى، أو لأى سبب آخر، كما جعل الدستور التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون. وألزم الدستور الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على جميع أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض.

وتقوم وزارة التضامن الاجتماعى بحملة ناجحة للقضاء على التنمر فى المدارس وحققت أهدافا كبيرة فى سبيل إرساء التسامح والقيم النبيلة، وعدم السخرية فى إطار تعاليم الدين الإسلامى السمحة، التى تدعو إلى ألا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم.