عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة



انتهيت فى الحلقة الماضية  ضمن سلسلة ملف مُجتمعات المصريين خارج الوطن بتأكيد ضرورة الحفاظ على وحدتهم ، ظهيراً سياسيا لقوة ناعمة تُفيد الوطن فى الخارج والداخل ، وتخطى المسافات المُتباعدة بينهم وبين الوطن الأم هى ضرورة مُلحة ، خاصة المراحل التى سبقت ثورة 25  يناير 2011 ، نتيجة لكثير من سياسات سلبية " بعضها خاطئة " فى الماضى ، وتضارب بين كثير من الادارات داخل أجهزة الدولة المصرية ، هى من الناحية النظرية واجهات بدت آنذاك معنية بمصالح وشئون المصريين في الخارج ، الا ان الواقع العملى لم يُسفر عن الفوائد المرجوة .
الآن لابد من الاستفادة من تجارب وأخطاء الماضى ، ونعترف بالسلبيات دون خجل وبلا حساسية مفرطة ، قد تؤدى لتعطيل مسارات عمل وزارة المصريين في الخارج التى خرجت للنور في التاسع عشر من سبتمبر 2015 " وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج " تفعيلاً للمادة 88 من الدستور ، والتي تنص على أن " تلتزم الدولة برعاية مصالح المصريين المقيمين بالخارج وحمايتهم ، وكفالة حقوقهم وحرياتهم ، وتمكينهم من أداء واجباتهم العامة نحو الدولة والمجتمع وإسهامهم في تنمية الوطن.
السيدة نبيلة مكرم التى تترأس تلك الوزارة تقوم بجهد ملموس داخل الوطن وخارجه لإدارة هذا الملف الصعب ، لكنها تواجه تحديات وإنتقادات ، فى الوقت الذى تسلمت فيه تلك الحقيبة السياسية الوزارية الحساسة " شبه مُهلهلة " ، فهى تقوم بعمليات ترميمات لموضوعات كانت مُهملة فى الماضى .
حيث تقوم بالتنسيق بين كثير من الوزارات وأجهزة الدولة ، وتسعى لرأب الصدع القائم بين المصريين فى الخارج والدولة بالداخل ، وتحاول المساهمة فى لم شمل الجاليات المصرية ، وإزالة الفُرقة بينهم ، فى الوقت الذى تشغلها قضايا أمنية خاصة حفاظاً على مُجتمعات المصريين خارج الوطن وحمايتهم ، كما تولى اهتمامات خاصة بأبناء مصر من الجيلين الثانى والثالث .
أيضاً تسعى وزيرة الهجرة لإعادة الثقة بين الجاليات الأجنبية التى كانت تعيش على أرض مصر فى الماضى وبين مصر .
كما لا نغفل ان قرار إنشاء " وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج " بعد ثورة الثلاثين من يونيو ، وإعادة مصر إلى مساراتها الطبيعية دولة مواطنة حقيقية ، تحتضن جميع أبنائها في الداخل والخارج ، كان ومازال يستهدف تقنين العمل مع هذا القطاع المُهم من أبناء مصر .
الا انه حتى الآن لم يتحقق هدف توظيف تواجد المصريون في الخارج قوة ناعمة فاعلة ذكية . . تكون ظهيراً سياسياً . . جداراً ثقافياً . . كدور يكون له تأثير مُكمل للدبلوماسية الرسمية ، الأمر الذى يحتاج الى رصد الشخصيات المصرية " خاصة فى دول الاتحاد الأوروبى " ذوات التأثير والقدرات على تمثيل مصر فى أماكنهم فى كل دولة على حده ، بالتعاون من الأبواب الخلفية مع الجهات المعنية داخل الوطن ، ومساعدتهم وامدادهم بالمعلومات الموثقة كى يستعينوا بها فى القيام بدورهم بفاعلية .
 مع مراعاة ان تتيقن الادارة السياسية المصرية فى الداخل والبعثات الدبلوماسية فى الخارج ان تلك الشخصيات على دراية بلغة الخطاب السياسى والثقافى التى تصلح وتحقق الأهداف المرجوة ، فما يتواءم من نشاط لأى قوة ناعمة مصرية فى بلجيكا قد يختلف عن مثيله فى المانيا أو هولندا أو فرنسا مثلا ، وألا تخشى مؤسسات التمثيل الدبلوماسى من غيابها أو تواريها عن الأضواء ، وتعمل المشاركة جنبا الى جنب مع أهل الخبرة من أبناء مصر ، فى توزيع الأدوار . وللحديث بقية .
[email protected]