رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى إلى مصر، تأتى فى إطار تعميق العلاقات المصرية السعودية والتى تزداد ترابطًاً يومًا وراء الآخر. والمعروف أن مصر وشقيقتها السعودية لديهما رؤى مشتركة فى كل الأمور التى تخص المنطقة العربية والإقليمية والدولية.

وفى إطار توطيد هذه العلاقات القوية المتينة، جاءت زيارة ولى العهد السعودى، ولدى مصر والمملكة توجه واحد بشأن مواجهة الإرهاب الأسود الذى تتعرض له المنطقة خاصة الأمة العربية.

ورغم محاولات الكثيرين لإحداث الوقيعة بين الدولتين الكبيرتين فى المنطقة، إلا أنها كلها باءت بالفشل الذريع، فمصر والسعودية بما لديهما من أواصر وروابط قوية ومتينة، لا يمكن أبدًا أن يتم التأثير فيها، مهما فعل المغرضون.

تاريخ العلاقات المصرية- السعودية، يتسم بأنه متميز وقوى ومستمر، نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التى يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

كما أن مصر والمملكة هما قطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربى. كما أن التشابه فى التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى حل الكثير من المشاكل والقضايا.

والمعروف أن العلاقات المصرية- السعودية لها جذور بدأت منذ عام 1926 عندما تم توقيع أول معاهدة صداقة بين البلدين وأعقبها اتفاقية التعمير بالرياض عام 1939، والتى قامت مصر بموجبها بإنجاز بعض المشروعات العمرانية بالسعودية.

وكان لمصر والسعودية دور كبير فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، وكانت زيارة المرحوم الملك عبدالعزيز إلى مصر بمثابة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين. كما أن السعودية أيدت مطالب مصر الوطنية فى جلاء القوات البريطانية عن الأراضى المصرية، ووقفت إلى جوار القاهرة فى الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية. وفى 27 أكتوبر 1955 تم توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين.

ولا يمكن لأحد أن ينسى الدور السعودى أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، عندما وقفت السعودية بكل ثقلها إلى جانب مصر فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وقدمت السعودية لمصر فى 27 أغسطس 1956، مائة مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكى لبناء السد العالى. وفى أكتوبر 1956 أعلنت السعودية التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان على مصر وقامت باستضافة الطائرات المصرية فى شمال غرب المملكة. وقامت السعودية بمشاركة سرب فى الحرب ونفذ ما طلبته القيادة المصرية وتم تدمير 20 طائرة سعودية. وقد شارك فى هذه الحرب الملكان سلمان عبدالعزيز وفهد بن العزيز.

ولا يمكن أن ينسى التاريخ ما فعله الملك فيصل بن عبدالعزيز عقب العدوان الإسرائيلى على مصر وسوريا والأردن عام 1967عندما نادى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها وتخصيص مبالغ مالية لتمكينها من الصمود.. وكذلك فعل الملك فيصل، ما لم يفعله أحد مثله خلال حرب اكتوبر 1973، عندما قطع إمدادات البترول عن أمريكا والدول الداعمة لإسرائيل.

وقام الأمير سلطان بن العزيز بزيارة خط النار بأحد الفنادق على الجبهة المصرية، وقام الملك فيصل بالطواف بموكب فى عدد من المدن المصرية فى استقبال شعبى، وتزينت الشوارع بلافتات كتب عليها «مرحبًا ببطل معركة العبور فى إشارة للرئيس الراحل أنور السادات، وبطل معركة البترول إشارة للملك فيصل». وتتوالى المواقف السعودية الرائعة مع مصر حتى قيام ثورة 30 يونيه وأعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقوف المملكة مع مصر ضد الإرهاب وإعلان السعودية تقديم أربعة مليارات دولار.. ولا يمكن للمرء أن ينسى زيارة الملك عبدالله للقاهرة قادمًا من المغرب، ولقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى جلسة مباحثات لتعزيز العلاقات بين البلدين.

ودعا الملك إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقتصادية وشارك وقتها الملك سلمان بن عبدالعزيز فى حفل تنصيب الرئيس السيسى.

وقام الملك سلمان بزيارة مصر فى ابريل عام 2016، ووقع الوفد المرافق لجلالته عدة اتفاقيات تجارية مع الحكومة المصرية للارتقاء بالعلاقات بين البلدين، وألقى الملك كلمة أمام مجلس النواب وتسلم الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة. كما وقع الطرفان السعودى والمصرى عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين فى عدد من المجالات.

وفى إطار هذه العلاقة القوية والمتينة بين مصر والمملكة، تأتى زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد إلى مصر فمرحبًا به وأهلاً وسهلاً على أرض الكنانة التى تكن كل تقدير ومحبة للمملكة وشعبها.