رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوي

 

 

قرأت مؤخرًا بحثًا علميًا لمؤلفه الدكتور عطارد شكرى رئيس معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، والبحث بعنوان «حكاية ياسين وبهية» لصاحبها الشاعر الكبير نجيب سرور، تلك المسرحية الشعرية التى نالت صيتًا واسعًا خلال عام 1964، والمعروف أن نجيب سرور درس فى الاتحاد السوفيتى السابق، ضمن حركة المبعوثين الذين أسهموا فى تطور الحركة المسرحية وازدهارها، والمعروف أيضًا أن الدكتور عطارد شكرى درس أيضا فى الاتحاد السوفيتى، ما جعله أكثر قربًا من نجيب سرور، ليس خلال الفترة الزمنية للشاعر الكبير، وإنما بعده بكثير.. ولذلك نجد «عطارد» أكثر غوصًا فى فكر نجيب سرور بخلاف كثير من النقاد الذين تناولوا نجيب سرور بالدرس والنقد.. وهذا ما جعل الناقد عطارد يقول فى مقدمة كتابه، إن كثيرًا من المسرحيين وغير المسرحيين قد أساءوا فهم الطبيعة الدرامية المسرحية فى الراوية الشعرية «ياسين وبهية».. وهذا أيضا ما جعل نجيب سرور نفسه يتساءل: كيف أمكن أن يضيع النقاد كل هذا الوقت والجهد والحبر والورق فى مناقشة حقيقة كانت واضحة منذ البداية. ويجيب نجيب سرور عن هذا التساؤل أن «ياسين وبهية» رواية شعرية تمسرح ويتم تطويعها إلى المسرح، وفى توقيت ابداعها لم تكن الرواية الشعرية قد دخلت تاريخنا الأدبى والنقدى.

ويجمل الدكتور عطارد فى مقدمة كتابه ست نتائج لبحثه القيم، أولاها أن نجيب سرور قدم موضوعًا مصريًا خالصًا إنسانى الطبع، ومعالجة درامية مسرحية جديدة للموال القصصى الشعبى «ياسين وبهية» واختار اسمين علميين شهيرين محبين للجماهير بهدف ربط فن المسرح بهذه الجماهير واضفاء طابع شعبى على المسرح العربى.. وثانيًا: لقد حاكى نجيب سرور الرواية الشعرية الروسية «يفجينا انيجين» والتى استغرق فى كتابتها شاعر روسيا بوشكين سبع سنوات. وثالثاً: إن كلتا الرواتين الشعريتين الروسية والمصرية كتبت شعرًا و«بوشكين» و«نجيب» موجودان فى الرواية الشعرية بوصفهما مؤلفين ولا وجود للراوى ولا للكورس.

ورابعًا: وجود الأنا فى الرواتين كأنهما شخصية من الشخصيات الرئيسية، وكانت تلتقيان «الذاتان» بحرفية وصنعة أدبية وخامسًا: إن روح الصدق والاحساس الإنسانى المفرط بحقيقة مجتمع الشاعرين بوشكين ونجيب سرور جعل من الروايتين وثيقة تاريخية لفترة زمنية مهمة فى حياة المجتمعين الروسى والمصرى. وسادساً: أن الأسلوب الروائى الشعرى والشكل الأدبى الشعرى عند «بوشكين» شاعر روسيا الكبير، والذى أعجب به نجيب سرور، هو ما جعله يعطيه القدرة على التعبير بصدق عن هموم الناس البسطاء.

ولذلك وكما يقول الدكتور عطارد شكرى، أتمنى أن تكون قراءة عمل فذ مثل «ياسين وبهية» هى دعوة لإعادة قراءة هذا المبدع الكبير نجيب سرور بعيدًا عن القوالب الجاهزة والأفكار المسبقة. ونضيف على الدكتور عطارد أنه آن الأوان لنصرة هذا المبدع الذى تعرض لظلم كبير فى حياته وحتى بعد وفاته فى قلة الدراسات النقدية التى تناولته بالدرس والتحليل. وهذا ما يجعلنا نقدم تحية خالصة للدكتور عطارد على دراسته النقدية هذه لمبدع مصرى كان له دور رائد فى كتابة الرواية الشعرية.

[email protected]