رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة عدل

نواصل الحديث عن العظماء الذين غيروا وجه التاريخ على الأرض ومن بين هؤلاء سقراط وهو فيلسوف يونانى كلاسيكى. يعتبر أحد مؤسسى الفلسفة الغربية، لم يترك سقراط كتابات، وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات «أفلاطون» من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية «سقراط». بحسب وصف شخصية «سقراط» كما ورد فى حوارات «أفلاطون»، فقد أصبح «سقراط» مشهورًا بإسهاماته فى مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطى. ولا يزال المنهج الأخير مستخدمًا فى مجال واسع من النقاشات. إن «سقراط» الذى وصفه أفلاطون هو من قام بإسهامات مهمة وخالدة لمجالات المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه قويًا حيث صارت أساسًا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية التى جاءت بعد ذلك. وبكلمات أحد المعلقين المعاصرين، فإن أفلاطون المثالى قدم «مثلًا أعلى، جهبذًا فى الفلسفة. قديسًا، نبيًا «للشمس-الإله»، ومدرسًا أُدين بالهرطقة بسبب تعالميه». ومع ذلك، فإن «سقراط» الحقيقى مثله مثل العديد من قدامى الفلاسفة، يظل فى أفضل الظروف لغزًا وفى أسوأها شخصية غير معروفة.

وسقراط يلقب أحيانًا بأنه أكثر الرجال حكمة فى العالم القديم، فبعد أن عمل فى الفن وقتًا قصيرًا، تحول إلى الفلسفة، وثبتت من فوره شهرته كمفكر على جانب كبير من الأصالة والإبداع. وقد ابتدع طريقة للتحقيق والتعليم هى كناية عن سلسلة من الأسئلة تهدف إلى الحصول على تعبير واضح ومتماسك عن شىء يفترض أنه مفهوم ضمنًا من كل البشر.

وكان دائم السعى وراء الحقيقة والاهتمام بجعل مشاكل الحياة المعقدة أسهل على الفهم، ولتحقيق هذه الغاية كان مضطرًا إلى مناقشة الكثير من المعتقدات والتقاليد المسلم بها. الأمر الذى أكسبه الكثير من العداوات.

تعلم أسس الفلسفة على يد بارمينيدس وطور نفسه إلى أن أمسى تحت الأرض ولقد وردت التفاصيل الخاصة بحياة سقراط من ثلاثة مصادر حديثة وهى حوارات كل من «أفلاطون» و»زينوفون» (الاثنان من أنصار «سقراط») ومسرحيات «أريستوفانيس». وقد وصفه بعض تلاميذه، بما فيهم «إيريك هافلوك» و»والتر أونج»، على أنه مناصر لأساليب التواصل الشفوية حيث وقف أمام الإسهاب غير المقصود الذى تتصف به الكتابة.

وفى مسرحية السحب التى قام «أريستوفانيس» بتأليفها، وصف «سقراط» على أنه مهرج يعلم تلاميذه كيف يتملصون من الديون. وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم أعمال «أريستوفانيس» تتصف بأنها أعمال تحاكى بسخرية أعمال المؤلفين الآخرين. ومن ثم، قد نسلم بأن هذا الوصف لم يكن موضوعيًا وواقعيًا أيضًا. وفقًا لما ذكره «أفلاطون»، اسم والد «سقراط» هو «سوفرونيسكوس» واسم والدته هو «فيناريت» وهى كانت تعمل كقابلة (داية). وعلى الرغم مما ورد عن وصفه بأن شكله كان غير جذاب وأنه كان قصير القامة، تزوج سقراط من «زانثيبى» التى كانت تصغره فى السن بكثير. وأنجبت منه ثلاثة أبناء، هم «لامبروكليس» و»سوفرونيسكوس» و»مينيكسينوس». وقد انتقده صديقه «كريتو» من ألوبيكا لتخليه عن أبنائه عندما رفض محاولة الهروب قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه. لم يبد واضحًا كيف كان «سقراط» يكسب قوت يومه.

وللحديث بقية

رئيس الوفد