عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أعادت الدولة جسور الأمن والطمأنينة لقرية الروضة بمركز بئر العبد بشمال سيناء، بعد أن أزالت آثار الدمار الذى خلفه الحادث الإرهابى البشع الذى ارتكبه خوارج العصر، وتحولت الروضة من قرية فقيرة دمرها الارهاب الى نموذجية ترتدى ثوب التنمية الأبيض وتخلع ثوب  الحداد الأسود تنعم بتعمير المساكن، وتجديد المسجد ومشروعات التنمية.

عام مر على  أكبر هجوم دموى فى تاريخ مصر استشهد فيه أكثر من  300 مصل بينهم 27 طفلاً برصاص الارهابيين الذين اقتحموا مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة، وبعزيمة لا تلين، قررت مصر انها لا تخضع للارهاب، وانها مصرة على  اقتلاع جذوره من تحت الأرض، وستواجهه بخيار التنمية،  ولن تترك أرض السلام والعزة والكرامة والنصر منصة لأعماله الاجرامية، كما  اثبت الشعب المصرى بكل مكوناته أن الارهاب لن يستطيع أن يهزمه، وقام  بتوحيد الصفوف ليكون أكثر صلابة خلف القائد الأعلى  الرئيس السيسى وخلف الجيش والشرطة، كما انحاز المجتمع المدنى بالكامل الى جهود الدولة فى اعادة تعمير ما قام الارهابيون بتخريبه.

الرسالة العميقة التى وجهها أطفال الروضة الى الارهابيين بارتدائهم الملابس العسكرية تؤكد أنهم لا يهابون الموت، وأنهم متأكدون من أن الدولة ثأرت لهم، هؤلاء الأطفال شاهدوا آباءهم وأشقاءهم يقتلون بالرصاص أثناء الصلاة دون ذنب اقترفوه، هؤلاء الأطفال ارتدوا ثياب العزة والجندية فى اشارة الى نبذ الارهاب، وتعبيراً على أنهم لن ينسوا ثأرهم من الخونة ويقفون خلف دولتهم وقواتهم المسلحة التى أعادت الحياة الى القرية وأثبتت لهم أن الإرهاب إلى زوال، وأن شرايين التنمية لن تتوقف عن الضخ فى كل ربوع سيناء.

إن الإرهاب الأعمى  يضرب فى كل مكان فى العالم، ولا يفرق الإرهاب الذى تواجهه مصر بين مسلم أو مسيحى ولا بين مسجد أو كنيسة فالارهاب الذى اعتدى على مسجد الروضة، هو نفس الارهاب الذى اعتدى على الكاتدرائية وبعض الكنائس،  ولا يفهم هؤلاء الخوارج أن الأديان جميعها جاءت للتنمية والبناء وليس الاعتداء وأن الاسلام هو فن صناعة الحياة لا الموت.

إن مصر عازمة على اقتلاع الارهاب من جذوره ولن تتركه يفتت الوحدة الوطنية  التى جمعت قطبى الأمة، ولن تتوقف عن التعمير الذى هو أقوى سلاح لمواجهة دعاة الموت والترويع، فها هى مصر ترتفع فيها أرقام المشروعات العملاقة فى كل ربوع الوطن، وترتفع فيها قباب المساجد والكنائس، مصر تقيم أكبر كاتدرائية «ميلاد المسيح» فى الشرق الأوسط الى جانب مسجد «الفتاح العليم» بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتدق الأجراس، ويدوى صوت الأذان، وتقدمهما مصر رسالة سلام إلى العالم المحب للاستقرار والسلام ونبذ الإرهاب الذى يسعى الى التخريب والدمار.