رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

مازال الحديث متواصلاً عن الفيلسوف أفلاطون أحد الأشخاص الذين غيروا وجه التاريخ بفكره وفلسفته، والمعروف أن أفلاطون أسس الفلسفة المثالية، وعرف الفلسفة بأنها السعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة التي تستخدم العقل وسيلة لها وتجعل الوصول إلي الحقيقة أسمي غاياتها.

أوجد أفلاطون ما عرف من بعد بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط، الذي تمثله إلي حد بات من الصعب جداً التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يترك لنا أي شيء مكتوب، بخلاف أفلاطون الذي ينسب إليه نحو أربعين كتاباً، بينها سبع وعشرون محاورة موثوقة، في حين يعد الباقي إما مشكوكاً في نسبته إليه، وإما منحولاً عليه بالكامل، وتتألق في الحوارات الأولي، المسماة «السقراطية»، صورة سقراط التي تتخذ طابعاً مثالياً، كما تتضح من خلالها نظريته في الصور المعقولة أو المثل التي هي أساس فلسفته.

وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلي تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة لتأثيره إلي هذا الحد أو ذاك.

وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثر في العمق علي مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت «المسلم أو اليهودي أو المسيحي» أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكل هذا الفكر نموذجها الأول، إلي جانب النزعة المنطقية الرياضية متأثراً بفيثاغورس التي تميز بها أفلاطون الفكري نجد اتجاهاً إلي التصوف وإلي ممارسة الحياة الروحية متأثراً بسقراط في أعلي مراتبها، فمن الناحية الأولي نجد أن أفلاطون قد استخدم المنطق بكل دقة في ميدان المعرفة وذلك في أسلوبه الجدلي المنهجي الذي استخدمه للبرهنة علي وجود عالم المثل، وكذلك استعار الاستدلال الرياضي من الفيثاغوريين وطبق منهجهم الفرضي وتمسك بضرورة دراسة الفيلسوف للرياضيات، وبهذا فقد كتب علي باب الأكاديمية: لا يدخل هذا إلا من كان رياضياً، وهذا أكبر دليل علي أهمية الرياضيات في مذهبه.

وبالإضافة إلي هذا الإنتاج المدون الضخم، نجد أرسطو يشير في الميتافزيقا إلي مذهب الأفلاطونيين في الأعداد والمثل، وهذا موقف لا نجد في محاوراته تفصيلات عنه، ولهذا فقد رجح المؤرخون أن ما نسبه أرسطو لأفلاطون من آراء تؤلف في مجموعها الجزء الشفوي علي الكلمة المكتوبة والعبارة المركزة، ومما يؤيد هذا الرأي أن أرسطو نفسه كان تلميذاً لأفلاطون وكان يواظب علي حضور مناقشاته الأكاديمية.

يعني أفلاطون بموضوع المعرفة في محاورات عديدة فيبين أنواعها المختلفة ويرتبها درجات حسب قيمتها في الكشف عن الحقيقة، ويهتم اهتماماً بالغاً بتعريف العلم الفلسفي اليقيني وبالتمييز بينه وبين أنواع المعرفة الأخري الشائعة عند معاصريه.

ونقطة البداية في نظرية المعرفة الأفلاطونية تتلخص في إثار الشك في العالم الحسي، وذلك حتي يعلم السائر في طريق التفلسف أن العالم الذي يعيش فيه هو عالم زيف وخداع. ويقيم أفلاطون تصنيفاً لأنواع المعرفة في العلوم المختلفة علي أساس تفرقته الميتافيزيقية بين العالم المرئي والعالم المعقول، فيسمي المعرفة التي تتناول العالم الحسي بالظن، أما المعرفة التي تتناول اللامرئي والمعقول بالعلم أو بالتعقل.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد