توقفت كثيراً أمام كلمة الفنان القدير والنجم الكبير حسن حسنى أثناء تكريمه عن مجمل أعماله على مدار أكثر من نصف قرن فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين، وجاءت كلمته معبرة ومؤثرة وتضرب «على وتر» يعانى منه الكبار والمبدعين فى مختلف المجالات والذين يموتون فى أغلب الأحوال بحسرتهم بسبب التجاهل والإهمال واللامبالاة بعد سنوات طويلة من الكفاح والعطاء والتفانى وإنكار الذات والإخلاص والإبداع وكل المعانى والمفردات الإيجابية التى يجب أن يقف أمامها المجتمع كله إجلالاً واحتراماً، وأن يرد ولو جزءاً بسيطاً من جميل كبير ودور مهم قدمه المبدع لدعم المجتمع
الفنان حسن حسنى الذى يبلغ من العمر 86 عاماً قدم خلال مشواره الطويل أكثر من 200 فيلم معظمها علامة فارقة فى تطور السينما المصرية وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً وأشاد بها معظم النقاد، وأكدوا على التطور والإتقان والموهبة الحقيقية لهذا النجم الكبير.. بخلاف العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية الرائعة وكان آخرها مسلسل «رحيم» بطولة ياسر جلال فى السباق الرمضانى الأخير وساهم كالعادة فى نجاح هذا المسلسل بدرجة كبيرة، إلى جانب العديد من الأعمال المسرحية.
قال حسن حسنى الذى حظى بحب وتقدير واحترام الجميع وهو يتسلم جائزته أنه يحمد الله على تكريمه وهو على قيد الحياة، وأنه أسعد حظاً من مبدعين سبقوه بعضهم لم يتم تكريمه حتى الآن والبعض الآخر تذكروه بعد أن غادر الدنيا ولم يجدوا إلا اسمه لتكريمه.. هذه العبارات رغم أنها بالنسبة للفنان حسن حسنى جاءت فى مناسبة سعيدة، إلا أنها عبرت عن مرارة فى القلب والحلق بسبب الإهمال والتأخير الرهيب الذى يحدث مع الفنانين الكبار والمبدعين الذين يتحسرون على الجهد الكبير وحياتهم التى أفنوها فى محراب الفن ولم يلتفت إليهم أحد ولو بكلمة شكر.. وربما يكون حسن حسنى أسعد حظاً من آخرين أبدعوا وتركوا أعمالاً فنية خالدة ولم يتم تكريمهم على الإطلاق أو تذكروهم بعد الممات، والمؤكد أن الخطأ لا يقع على المبدع الذى يمنعه الكبرياء من أن يطلب التكريم الذى يستحقه وتزداد حسرته وهو يرى أنصاف النجوم يتم تكريمهم، لا لشيء إلا لأنهم من شلة فلان أو حاشية علان أو أى من المسئولين عن بعض المهرجانات أو اللجان التى تحدد الأسماء التى سيتم تكريمها، أما الإبداع والتاريخ الحافل من العطاء فليس لهم أى اعتبار.
كلمة الفنان حسن حسنى أعادت من جديد مطالبتنا بأن تكون اللجان التى تضطلع بمهمة اختيار من يتم تكريمهم أكثر حيادية وشفافية حتى يتواصل الإبداع والعطاء ولا يتوقف لأن كل من يبدع إذا رأى تجاهل المجتمع لمن سبقوه من الكبار من الممكن أن يختصر الطريق ويجلس فى بيته كافياً خيره شره كما يقولون بدلا من أن يظل يعمل بمنتهى الإخلاص ويتحسر على التجاهل وعدم التكريم الذى إذا تم يكون فى أغلب الأحيان مسبقاً قبل اسمه بعبارة «تكريم المرحوم»..!!