رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى يوم الخامس من ديسمبر القادم يكون قد مر حوالى 47 سنة على إلقاء قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث كلمة تاريخية، وأيضاً مشاركة تاريخية لندوة «إسرائيل والأديان السماوية» بمقر نقابة الصحفيين، والذى قال فى افتتاحيتها «أشكر الله الذى جمعنا كلنا من أجل محبة مصر التى لا أبالغ إذا قلت إننى أشعر أن بينى وبين كل حبة رمل فيها علاقة ومحبة وصداقة، أنظر إلى أرض مصر كأرض مقدسة ورد اسمها كثيراً فى الكتاب المقدس، هذه الأرض التى شرفها بالزيارة عدد وافر من الأنبياء، فى مقدمتهم أبوالأنبياء إبراهيم وأيضاً أرميا النبى وقدسها أخيراً السيد المسيح، حينما أتاها طفلاً هارباً من اليهود تحمله على كتفها كلية الطهر العذراء مريم».. وفى مجمل كلمته التى حاول أن تكون بمثابة بطاقة تعارف وتعريف لذاته ولتوجه الكنيسة فى مفتتح عهده وحبريته التى استمرت 40 سنة، يقدمها إلى أهل الرأى والكلمة والإعلام، بل والشعب المصرى والعربى، فضلاً عن رسالته لأعداء الوطن.. لقد حاول البابا عبر تفنيده لمزاعم اليهود الاستعمارية والاستيطانية، وعرض قضايا وطنية محلية وعربية أن يقول إن الكنيسة التى هو راعيها الأكبر سوف تدمج الثقافة المسيحية كمكون رئيسى للثقافة المصرية بعد أن تم تغييبها لعقود من الزمان بقصد أو بغير قصد، وذلك نظراً لعدم وجود أحزاب سياسية متفاعلة وفعالة فى تلك الفترة يمكن من خلالها المواطن المصرى المسيحى التعبير عن تلك الثقافة وفرض وجودها كمكمل للثقافات الأخرى التى تشكلت على أرض الوطن، وشكلت وجدانه وشكل أنماط حياته ورؤيته للآخر.. وتأكيداً على ذلك قال فى مقطع آخر موجهاً حديثه لزملائه فى النقابة «وأود أن تعبر الكنيسة عملياً عن محبتها للصحافة من كل ناحية، أستطيع أن أقول إن كل مكتباتنا القبطية فى البطريركية والكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية هى تحت تصرفكم جميعاً وترحب بكم وأرجو أن تكون مطبعة البطريركية أيضاً خادمة للصحافة من كل ناحية».. وبالفعل، ومن العام الأول لحبرية البابا الراحل، كان الانفتاح الإعلامى المحلى والعربى الهائل على الكنيسة المصرية، والكنيسة هنا المقصود بها هنا قداسته شخصياً وعدد محدود من الإكليروس (الإكليروس هم الأساقفة والكهنة والشمامسة برتبهم الدينية المختلفة).. ولأول مرة يقفز الخبر الكنسى إلى مواقع بارزة فى كافة الوسائط الإعلامية (لقاءات صحفية وتليفزيونية مع البابا ومتابعات إخبارية لنشاط الإكليروس اليومى).. وكانت النتيجة إعلان الكنيسة المصرية بشكل أوضح عما قبل كمتحدث رسمى للأقباط، فإذا أضفنا بداية توجه الكنيسة عبر تنظيم أنشطة وفعاليات من شأنها أن تكون بمثابة حاضنة دائمة تضم كل أقباط الداخل والخارج، لتتقلص فى المقابل مشاركاتهم فى العمل الوطنى والاجتماعى والسياسى إلى حد كبير للأسف.. حول ما تم وما حدث من أحداث تالية للمقال أجزاء أخرى للعرض على قداسة البطريرك الحالى ما دام قداسته قد أعلن أن يد الإصلاح والتطوير فى عهده ستطول كل مناطق الاحتياج لمعايشة العصر باستخدام آلياته وأدواته.

[email protected]