رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعتذر ابتداءً عن الحديث عن أمور تتعلق بشخصي، لكن للضرورة أحكام. والضرورة هنا تتعلق بقضية عامة هى «الخطاب الإعلامي»  وشروط الالتزام المهني.

توقفت فى الأسبوع الماضى عند واقعة نقلى من صوت العرب إلى البرامج الموجهة وبعد بضعة شهور تم اعتقالى وقضيت سبعة شهور بالسجن الحربى عدت بعدها إلى الإذاعة: طلب الأستاذ أحمد سعيد من رئيس الإذاعة عودتى إلى صوت العرب لأن صوت العرب في هذه الفترة تمددت ساعات بثه بدرجة كبيرة ،أبلغني الأستاذ أمين حماد رئيس الإذاعة بطلب أحمد سعيد وذكرني بالخلاف بيننا وحذرني بأنني إذا لم أتخل عن قناعاتي فسوف يطلب أحمد سعيد نقلي من صوت العرب مرة أخرى ، رغم هذا التحذير قبلت العودة لأننى استريح إلى أسلوب أحمد سعيد الواضح فى التعامل مع الآخرين.

كان تمدد ساعات البث فرصة لتقديم برامج ثقافية وترفيهية عديدة شاركت فى العديد منها.. وبعد عدة شهور تصاعد الخلاف مرة أخرى مع أحمد سعيد فتم نقلى إلى الشئون الدينية.

ترك أحمد سعيد صوت العرب عندما انتخب عضوا بمجلس الشعب وتولى رئاسة صوت العرب الدكتور يحيى أبو بكر يعاونه الأستاذ أنور المشرى كمراقب عام للبرامج، وطلب الدكتور يحيى عودتى إلى صوت العرب وعدت فعلا لأجد أن الأستاذ أنور المشرى يحدث تغييرا جذريا فى نوعية البرامج الثقافية والترفيهية وكان العمل مع الأستاذ أنور المشرى متعة حقيقية ومنه تعلمت الكثير.

بعد أن ترك أحمد سعيد مجلس الشعب عاد إلى صوت العرب وتكرر نفس الموقف بعد فترة وجيزة لاختلاف اسلوب كل منا  ونقلت إلى المذيعين بالبرنامج العام ففى هذه الفترة تم انتقال عدد من مذيعى البرنامج العام إلى التليفزيون الذى كان فى مرحلة الإعداد للانطلاق. وممن تم نقلهم همت مصطفى وسميرة الكيلانى وصلاح زكى وأحمد فراج. وتولى جلال معوض مهمة  كبير المذيعين وتوليت موقع المذيع الأول «كانت الأقدمية هى الفيصل».. بعد أكثر من عام بقليل قام الأستاذ عبدالحميد الحديدى الذى تولى منصب رئيس الاذاعة، قام بإنشاء مراقبة للبرامج الثقافية والخاصة وطلب منى أن أنشئها وأتولى مسئوليتها وكانت هذه هى الفرصة التى سمحت لى بتقديم البرامج الثقافية بتنوع كبير.

وحدثت هزيمة 1967 وكان من تداعياتها استقالة أحمد سعيد لأنه رفض أن يجنح إلى التهدئة احتراماً لتاريخه. وانطلقت حملة ظالمة ضد أحمد سعيد متهمة إياه بأنه خدع الجماهير. وللأمانة فقد كان أحمد سعيد شأنه شأن جميع المذيعين يقرأ البيانات العسكرية التى تصوغها القيادة العامة للقوات المسلحة  ولم يكن أحمد سعيد أو أى مذيع يعمل فى هذه الفترة لم يكن مسموحاً له بتغيير كلمة واحدة من هذه البلاغات العسكرية.

ويبدو أن جهات كثيرة استراحت لتقديم أحمد سعيد ككبش فداء وهو برئ تماما مما حوته هذه البيانات العسكرية.

قبل الهزيمة فى 1967 كان عبدالناصر قد تنبه إلى أن الخطاب التعبوى الذى حقق به صوت العرب نجاحاً باهراً خلال فترة الاحتلال الأجنبى للبلاد العربية، لم يعد له نفس التأثير على الجماهير العربية التى تحررت فعلاً من الاستعمار وتسعى لبناء دول عصرية، فقرر إطلاق إذاعة جديدة تخاطب الجماهير بأسلوب مختلف يحظى بقبول واحترام الجماهير العربية التى تحررت وتسعى لبناء دول عصرية.

تم تكليفى بإنشاء هذه الاذاعة فى نهايات عام 1966 وطلب منى فتحى الديب مسئول الشئون العربية إنشاء هذه الإذاعة وأن تتم التجهيزات دون أن أخطر  رئيس الإذاعة أو وزير الإعلام حتى لا تحدث أية بلبلة خاصة وأنه كان يتوقع معارضة أحمد سعيد لو علم بالأمر.

وكان عليّ أن اختار من يعاونونى من مختلف الإدارات وأن أسجل البرامج باعتبارها برامج لمراقبة البرامج الثقافية التى أتولى مسئوليتها وكانت هذه فرصة بالنسبة لى لإطلاق إذاعة تلتزم حسب تصورى بالقواعد المهنية وتتمتع بقدر معقول من الحرية.

وأعتقد أن الحديث عن هذه الإذاعة يحتاج إلى مساحة لعرض تفاصيل كثيرة.. وموعدنا الأسبوع المقبل إن شاء الله.