ذكريات قلم معاصر
قرأت للكاتب الكبير الحر الليبرالى الدكتور أسامة غزالى حرب فى عموده (بالأهرام) الذى أحرص على قراءته كل يوم.. قرأت (دعوة لمصالحة بين الوفد والثورة) لتقارب الأفكار والمبادئ عمومًا.. وليسمح لى الأستاذ الكبير أن أقول إن الذى حدث هو (سرقة) كل امجاد الوفد ونسبتها للثورة الا حكاية واحدة خاصة بالسودان.. فقد صاح مصطفى النحاس بأعلى صوته فى قلب لندن خلال مفاوضات معاهدة 1936.. صاح النحاس: (تقطع يدى ولا أفصل السودان عن مصر).. ولكن الثورة بقصر نظر وحماقة غريبة فصلوا السودان عن مصر)... فقد كانت استفتاءات للشعب وكانت مصر حبًا للبلدين معًا فالمصلحة مشتركة مع عقلاء الجنوب كانوا يصرون على البقاء تحت السيادة المصرية والملك هو ملك مصر والسودان لأن السودان فى أشد الحاجة لمصر ومصر تحتاج للكثير من خير السودان.. وكانت كل الاستفتاءات فى صالح الوحدة بفضل الكياسة المصرية والاتصال بمفكرى وحكماء السودان.. وفى بداية الثورة.. فى أول عام لها فشلت فى اقناع السودان لبقاء الحال على ما هو عليه.. لأن مجلس قيادة الثورة رفض أن يسافر محمد نجيب ابن السودان خلال الاستفتاء وارسلوا صلاح سالم الذى رقص فى غابات السودان والقطاعات الشعبية ظنًا بأن هذه الأصوات يجب أن نكسبها.. فكانت النتيجة أن حتى زعماء الوحدة انضموا للآخرين وأعلن الشعب السودانى بأغلبية كاسحة الانفصال عن مصر.. وظل عبدالناصر يحمل مسئولية فصل السودان لصلاح سالم.. فى نفس الوقت الذى بكى فيه مصطفى النحاس عندما علم بالخبر.. وصدقت نبوءته بأن مصر ستعانى كثيرًا من خسارة الخير السودانى الغزير.
(........)
أخذت الثورة درسًا من حكاية السودان.. وبدأت تخطو كل خطوات الوفد وتنسبها لنفسها ببجاحة غريبة الشأن.
ادعت الثورة أن سياستها هى الحياد الايجابى بين القوتين الأعظم أمريكيا وروسيا.. بإعلان باندونج عام 1954.. رغم أن عام 1950 قامت الحرب بين أمريكا وروسيا فى كوريا، وأعلن محمود فوزى مندوب مصر فى مجلس الأمن أن بلاده تعلن الحياد الايجابى!!!.. وأيقظ السفير الأمريكى الملك فاروق صارخًا بأعلى صوته بأن مصر لم تؤيد أمريكا!! وطلب الملك من السفير أن يتصل بالنحاس فى الصباح ورفض النحاس مجرد مقابلته.. أصر السفير على المقابلة فكان رد صلاح الشاهد أن لديه تعليمات بمنع الزيارة ولو بالقوة فانسحب السفير فورًا.. هذا هو الوفد.
وبعد أيام طلب السفير الأمريكى من الملك ارسال سفينة قمح لجنود أمريكا فى كوريا وستدفع مصر ضعف ثمنها فقال له الملك مطلوب ثلاثة أضعاف مداعبًا فوافق السفير وطلب منه الملك أن يتصل بالنحاس لأنه سيوافق فورًا.. كان رد النحاس لن نرسل شيئًا حتى لو كان المقابل أموال قارون!!.. هذا هو الوفد
(........)
ثم بعد سنوات لبست الثورة (رداء الاشتراكية) فلم يجدوا سوى مشروعات عبدالحميد عبدالحق وزير الشئون الاجتماعية فى وزارات الوفد..
< مشروع="" القرش!!..="" ادفع="" كل="" صباح="" قرشًا="" واحدًا..="" سواء="" موظفة="" أو="" تلميذا="" أو="" سيدة="" بيت="" أو="" أى="" شخص..="" قرشا="" واحدا="" حصيلة="" فى="" كل="" مصر="" جنيهات="" بلا="" عدد="" والجنيه="" مائة="" قرش..="" لم="" يوجد="" فقير="" واحد="" إلا="" وأخذ="" يوميًا="" من="" مشروع="" القرش..="" الثورة="" انشأت="" (بنك="" ناصر)="" ليقوم="" بالمهمة..="" فهل="" قام="" بها؟؟="" اسألوا="" المتعاملين="" مع="" هذا="" البنك="" عن="" الصعوبات="" التى="" يقابلونها!!="" دون="">
مشروع قطار الرحمة.. قطار ملىء بكراتين.. الكرتونة بها أطعمة.. وشنط.. كل شنطة بها ملابس جاهزة واقمشة.. القطار يقف فى محطات القرى الفقيرة.. أو أمام قرية فقيرة حتى لو لم يكن لها محطة.. فى بداية الثورة استمرت القطارات ركب فى بعضها محمد نجيب وبعض الفنانين ثم اختفى القطار بعد قليل حتى كتابة هذه السطور.
< مشروع="" الحفاة..="" حكومة="" الوفد="" (1950)="" لاحظت="" أن="" البعض="" يسير="" حافيًا="" بلا="" حذاء="" أو="" حتى="" شبشب..="" اتفق="" عبدالحميد="" عبدالحق="" مع="" محلات="" باتا="" التشيكية="" على="" توريد="" كذا="" حذاء="" مقابل="" تنازل="" جمركى="">
< المشروع="" الذى="" كان="" محل="" أخذ="" ورد="" طويلا="" كان="" مشروع="" (القرض="" الحسن)..="" ما="" هو="" القرض="" الحسن؟؟="" أى="" موظف="" احتاج="" لمبلغ="" معين="" لسبب="" ما="" يأخذ="" هذا="" المبلغ="" من="" الحكومة="" بلا="" فوائد="" ويتم="" التقسيط="" شهريًا="" من="" الخزانة="" رأسًا="" فى="" مدة="" تخضع="" للاتفاق="" مع="" الموظف..="" كان="" المشروع="" سائرًا="" حتى="" بداية="" الثورة="" التى="" ألغت="" الفكرة="" وتم="" التعامل="" مع="" بقايا="" المشروع="" لإسدال="" الستار="" عليه!!!..="" رغم="" أنه="" من="" أهم="" مشروعات="" الوفد="" التى="" تحول="" الموظفين="" جميعًا="" إلى="" أبناء="" للحكومة!!="" ولكن="" تقول="">