رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بمناسبة ذكرى مولد الرسول (عليه الصلاة والسلام)، اسمح لى يا عزيزى القارئ ان نبتعد قليلا عن حديثنا فى السياسة، ونتناول معا موضوعا من الموضوعات الدينية التى تحمل فى طياتها العديد من الرؤى ووجهات النظر المتباينة، وهو التقرب إلى الله عز وجل.

قبل اى شيء، فانا لست من المتبحرين فى شئون الدين، لكن ايمانى بالله كبير ويزداد يوما بعد يوم. اما عن موضوعنا وهو التقرب إلى الله عز وجل، فجميعنا يعلم، ان العمل الصالح هو طريق الوصول إلى الله. ومن هنا اذكر قول الله سبحانه وتعالى «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ»، فمن المعروف ان الامانة هى العقل وحق الاختيار بين الصالح والطالح من الاعمال. الله سبحانه منح الانسان حق الاختيار بين الخير والشر، ولكنه يأمل ان يكون هذا الانسان مختارا لطريق الخير بعيدا عن الشر، فالله سبحانه يريد للإنسان ان يكون طيبا فى طبعه صالحا فى عمله خيرا مع الناس.

ويقال فى الاثر، ان احد الصحابة سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، عن احب الاعمال إلى الله، فكان جوابه عليه الصلاة والسلام، بان السلام هو اقرب الطرق لله، فطالما كان الانسان يجنح للسلم والمحبة والتعاون فهو قريب من الله. فان الدين – أى دين من الاديان السماوية – نزل لإصلاح الانسان حتى يسير فى طريق الخير ويترك طريق الشر. وقال اسلافنا (الدين المعاملة)، فطالما ان الانسان يختار الخير ويعمل الاعمال الصالحة فهو قريب من الله سبحانه. حقيقة اننى لا اعرف ان كان الحديث المنسوب لرسول الله صحيحا من عدمه، ولكن البادى انه صحيح، خاصة ان تحية المسلم هى (السلام عليكم)، وهذه التحية مأخوذة بالقطع عن رسولنا الكريم.

لقد سبق ان دار حديث بينى وبين أحد أصدقائى المتبحرين فى الشئون الدينية، وعرضت عليه وجهة نظرى من ان الدين هو المعاملة. فرد قائلا، صحيح ان الدين معاملات، لكنه أيضا عبادات فكل منهما يكمل الآخر. فأجبته اننى اعتقد بان كل العبادات التى امرنا الله بها هى فى المقام الاول لصالح الانسان وجعله مسالما ومحبا للغير. فرد– تأكيدا لكلامي–ان جميع العبادات التى فرضها الله عز وجل لها مقاصد عدة. وذكر قائلا، ان الصلاة–على سبيل المثال–فرضت علينا حتى نتلو كلمات الله ونذكرها ونعمل بها، والصيام فرض للإحساس بآلام الفقراء لكى نعمل على مساعدتهم، وكذا الزكاة من اجل ان يتعاون الغنى مع الفقير ويأخذ بيده، والحج فرضه الله سبحانه لنعلم ان الله كما خلقنا سنرد اليه مرة اخرى، لا فرق بين غنى وفقير، او عالم وجاهل، او امير وخفير.

لقد علمنا رسولنا الكريم ( صل الله عليه وسلم ) فى الحديث الشريف، بقوله «إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ » عظم شأن النية، وأن مدار الأعمال على النيات صلاحًا وفسادًا وقبولًا وردًا، فمن أصلح نيته لله انتفع بأعماله، ومن فسدت نيته لله لم تنفعه أعماله، فالصورة والجسم والمال ليسوا محل نظر عند الله سبحانه، فالعبرة بما وقر فى القلب وصدقه العمل. هكذا اخبرنا رسولنا الكريم، وفى هذا الصدد هناك من الاحاديث الشريفة العديد والعديد التى تعجب بها كتب الحديث، اذكر منها قول رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم) «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى،........».

أعود فأقول.. اننى لست من المتبحرين فى الشئون الدينية، وربما اكون مخطئا فيما ذكرت، ولكن يقينى بالله كبير، والله سبحانه وتعالى اعلم بالسرائر وهو السميع العليم.

وتحيا مصر.