رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

في هذه الأيام التي شهدت احتفالات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم عدا فئة منحرفة تري في هذه الاحتفالات خروجا علي صحيح الدين، يحلو التأمل والتفكير في السيرة النبوية العطرة وفِي حال الاسلام والمسلمين فيما مضي وفِي الوقت الراهن. يمثل يوم مولد الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه، مناسبة سانحة  لإظهار الحب والوفاء لأعظم شخصية مرت علي تاريخ الانسانية فأضافت اليه صفحات مضيئة من المثل العليا للحب والرحمة والتراحم والعدل والتسامح والصدق والإخلاص والأمانة والإيثار وغير ذلك من الصفات السامية التي اتصف بها محمد بن الله رسول السلام وخاتم الأنبياء صلي الله عليه وسلم. ومنذ صباه المبكر وقبل ان يكلف بأمانة النبوة عرف الرسول الكريم باسم الصادق الأمين وكانت تلك شهادة مسبقة من المجتمع الجاهلي بما يحظي به الرسول من سيرة حسنة وتفوق اخلاقي أهله للاضطلاع بأعظم مهمة في تاريخ البشرية، ألا وهي نقل رسالة السماء التامة المكتملة الي الارض ليكون الاسلام خاتم الديانات ويكون هو آخر الأنبياء والرسل من لدن رب العالمين.

وفِي تناولنا اليوم للاعلام والسيرة النبوية فإننا نقول ان الصدق والأمانة اللذين عرف بهما الرسول الأمين حتي من قبل ان يكلف بالرسالة يمثلان القاعدة الاساسية للاعلام النزيه. وكل ادبيات العمل الاعلامي وقواعده الراسخة، بل وكل مواثيق الشرف الإعلامية، لا تخرج عن تأكيد القول بأن اهم اركان العمل الاعلامي تقوم علي أساس الصدق ودعائم الأمانة والموضوعية. ويكتسب أي جهاز إعلامي في أي مكان بالعالم سمعته الطيبة من كونه ملتزما بالصدق وقول الحقيقة في كل ما يصدر عنه من أقوال وآراء. وعلي العكس من ذلك فإن اجهزة الاعلام التي تردد الأنباء الكاذبة او الشائعات تفقد المصداقية ومن ثم احترام الجماهير لها وانصرافهم عنها في نهاية المطاف. وإذا ما نظرنا حولنا وتتبعنا اجهزة الاعلام المختلفة وأسلوب ادائها لمهنتها يسهل علينا ان نتعرف علي أي من هذه الأجهزة يلتزم بقاعدة الصدق والأمانة، وبالتالي يحظي بالمصداقية والاحترام، ومن منها لا يقيم لهذه القاعدة وزنا وبالتالي فإنه يخسر كل شىء. ومن المهم ان ندرك ايضا ان تقييم اجهزة الاعلام حسب هذا المقياس ليس أبديا او سرمدياً ولكنه قابل للتغيير والتعديل وفق اداء الأجهزة الإعلامية وتغيرها وتلونها. فكم من اجهزة صعدت الي اعلي عليين في نظر الجمهور بسبب صدقها وأمانتها، ثم عادت وهوت من حالق بسبب انحرافها عن الصواب ولجوئها الي الكذب والزيف والبهتان.

وفِي هذه الايام التي اختلط فيها الحابل بالنابل والتي يلبس فيها الباطل ثوب الحق والتي يدعي فيها الدجالون والمهرجون الشرف والنزاهة فإن الإعلام مكلف بالتدقيق في كل ما يقوم به وما يصدر عنه، نظرا لأنه يؤثر في اعداد كبيرة من الجماهير ويتحمل امام الله نتائج ما ينقله الي الناس من آراء وافكار. وفِي هذا السياق فإن الاعلام بكل وسائله من اعلام جماهيري تقليدي من إذاعة وتليفزيون وصحافة وأيضا وسائط الاعلام الحديثة أي السوشيال ميديا مكلف بالتدقيق في الرسائل المنحرفة التي تدعو الجماهير وخاصة الشباب الي اعتناق افكار ظاهرها التدين والحرص والغيرة علي الدين الحنيف، وباطنها الانحراف عن الدين وعن مقاصده العليا. مغالاة في التشدد ومبالغة في الانحراف بالنصوص عن معانيها السامية، وكلها أمور لا تؤدي الي خدمة الدين بل الي تشوش الشباب وتشتتهم بل والدفع ببعضهم الي الإلحاد.