رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر عصية

حالة من الكذب والخداع سيطرت على البشر ليس لها مثيل.. هكذا حال -البنى آدمين- للأسف هذه الأيام.

تفرغ كل واحد منا على اختلاف ثقافتنا وبيئتنا وظروفنا وعائلاتنا وطبيعة أعمالنا وحتى أدياننا.. للكذب والنفاق والخداع!

هذه الحالة تزداد مع مرور الأيام، وأصبحت فى حاجة شديدة لعلماء نفس وأطباء نفسيين لتفسيرها وكيفية الحد والخروج منها.

نعم نحتاج أطباء نفسيين وليس علماء دين.. وحتى علماء الدين الآن لا يستطيعون أن يخرجونا من هذه الحالة - إن لم يكونوا- مشاركين فيها!

يستيقظ -البنى آدم- من نومه مبكراً أو متأخراً.. وقتما كان موعد استيقاظه.. ماذا أفعل اليوم مع فلان أو فلانة فى الموضوع -الفلانى أو العلانى- أى كذبة أختارها لتكون مناسبة لهذا الفلان أو لهذه الفلانية.. بداية من رئيسه فى عمله، مروراً بأقاربه وأصحابه.. انتهاء بأولاده!

ليتحول هذا الإنسان دون أى يدرى إلى كاذب مخادع.. من كذبة إلى كذبة.. ومن خداع إلى خداع.. ليُدخل نفسه فى سجن عالى الأسوار.. يحول بينه وبين من يتعامل معهم.. ويحول بينه وبين نفسه التى خلقها الله على الفطرة والنقاء والصدق.

هكذا فعل الإنسان فى طبيعة خلق الله سبحانه وتعالى له.. كما فعل فى نفسه أسوأ الأفاعيل، عندما اختار الكذب طريقة وأسلوب حياة.

نعم اختار أسوأ صفة على الإطلاق، ألا وهى - الكذب-.. ولو واجهت هذا الشخص بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الصفة المزمومة عند الرب والعبد.. من باب الحب له أو حتى الخوف عليه خرج عليك مرتدياً ثوب الضحية بأعذار من هنا وهناك تكون أكثر كذباً وأكبر خداعاً!

وعندما تتابع هذه الصفة المذمومة.. تجدها محرمة فى الديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية.. وعندما ترصدها تجدها- وللأسف الشديد- منتشرة وبكثرة عند أصحاب الديانات!

شىء غريب وعجيب.. كلنا يرتدى لباس التقوى والتدين والطيبة والطهر.. وكُلنا كاذبون؟!

كُلنا يعترض بعضنا مع بعض تحت دعوى الحلال والقيم والمبادئ والأصول والأعراف.. وأيضاً حتى فى هذه الأشياء.. كُلنا كاذبون!

وعندما تفكر بينك وبين نفسك.. لماذا الكذب؟ يصل بك الأمر بعدة أعذار ليس لها معنى.. للكذب أيضاً على نفسك!

نفهم وفهمنا من الأديان.. أن الناس أيام الجاهلية كانوا لا يؤمنون بوجود الله، وكانوا لا يعترفون بنبى أو رسول.. ولكن وهذا- رأيى الشخصى- أنهم كانوا أقل بكثير منا كذباً!

عارفين ليه؟ أعتقد لأنهم كانوا لا يرتدون إلا ثياباً واحداً ثياب الكفر.. والعياذ بالله.

أما نحن فقد ارتدينا كل أنواع الثياب.. كل ثوب حسب طبيعة المرحلة والموقف والناس الذين نتعامل معهم؟

والكذب طبعاً ليس له معنى.. غير أنى بضحك على من أتكلم معه لأجد نفسى، سائلها وسائلكم لماذا الكذب؟.. لماذا الخداع؟.. لماذا المناورة حتى فى العلاقات الشخصية الضيقة جداً؟

هل أصبح أسلوب ومنهج حياة؟ أعتقد أنها وبهذا الشكل ستكون حياة صعبة.. إن لم تكن مستحيلة.

فأى طعم لحياة أساسها الكذب؟ أى طعم لواقع حلو تلوثه الأكاذيب التى تكون فى الواقع خيالات، وبالتالى أوهاماً لتبقى الحقيقة الوحيد والواقع الأساسى.. أننا كاذبون؟!

ويكون السؤال.. لماذا نكذب على بعضنا البعض.. يا ناس.. يا بشر.. يا بنى آدمين.. بنضحك على بعض ليه.. أعتقد لأننا أصبحنا.. كلنا كاذبون؟!

------

مستشار التحرير