رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى السادس من هذا الشهر، ألقى العاهل المغربى الملك محمد السادس، خطاباً كان مفاجئاً لكل الذين يتابعون مسار العلاقة بين المغرب وبين الجزائر، على مدى أكثر من عقدين من الزمان، وربما منذ عام ١٩٩٤، الذى انعقدت فيه آخر قمة على مستوى اتحاد المغرب العربى! 

فالعلاقات بين البلدين شبه مقطوعة منذ ٢٢ عاماً، والحدود مغلقة، والجمود هو سيد الموقف على الجانبين، وفى كل مرة تبدو فيها الفرصة مواتية لفتح الحدود، وإعادة العلاقات الى دفئها القديم، وإزالة التوتر، واستبدال الحيوية بالجمود، فإن الفرصة سرعان ما تفوت فى انتظار فرصة جديدة سوف تجىء، أو أمل جديد يمكن أن يلوح فى الأفق من بعيد! 

وفى هذه المرة، رآها ملك المغرب فرصة سانحة، لأن اليوم الذى ألقى فيه خطابه كان يوافق مناسبتين عزيزتين: واحدة على المغرب، وأخرى على المغرب والجزائر معاً!.. فأما التى هى عزيزة على المغرب، فهى أن السادس من نوفمبر كان يشير الى ذكرى مرور ٤٣ عاماً على المسيرة الخضراء، التى كان الملك الحسن الثانى، والد الملك الحالى، قد قادها بنفسه على رأس ما يقرب من ٣٠٠ ألف من المغاربة! 

وأما الذكرى العزيزة على الشعبين فى البلدين، فكانت أن اليوم نفسه كان يشير أيضاً الى ذكرى مرور ستين سنة على مؤتمر طنجة، الذى كان قد دعا الى الوصول بالعلاقة بين الجارتين، الى مستوى أقرب الى التعاون والوحدة منه الى أى شىء آخر! 

وفى الخطاب دعا ملك المغرب الى فتح الحدود، وتطبيع العلاقات، والعودة بها الى كل ما من شأنه أن يجدد آمال كل مغربى وكل جزائرى فى مستقبل أفضل، وقال مضيفاً ما معناه، إنه منفتح على كل الأفكار التى يمكن للأشقاء فى الدولة الشقيقة الجارة أن يطرحوها، وأنه يترك لهم تحديد الأدوات التى تساعد وتسعف فى هذا الاتجاه، من خلال حوار حر، وصريح، ومباشر! 

وكان الخطاب من حيث توقيته، ومن حيث محتواه، ومن حيث الرسائل الإيجابية التى جاء يحملها، بمثابة مبادرة قوية ترغب فى تجاوز ما هو عارض بين البلدين، الى ما هو ثابت بطبيعته، ومستقر، وواصل الى هدفه، ثم ذاهب الى غايته من أقصر طريق! 

وكان الخطاب فى الوقت نفسه حديث الإعلام المغربى، ومن بعده الإعلام فى الجزائر، ومن بعدهما الإعلام العربى المهتم، ولماذا لا، وقد خرج الى النور يحمل أكثر من رسالة فى مناسبتين نادرتين! 

وفى صباح الأحد من هذا الأسبوع، جاء الرد الجزائرى بعد فترة من الترقب، وبعث الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة برسالة الى الملك محمد السادس، قال فيها إنه مستعد لإقامة علاقات ثنائية بين بلديهما، تقوم على أساس من الاحترام المتبادل! 

وكانت هذه فى حد ذاتها بادرة ايجابية واضحة من أعلى سلطة فى الجزائر، فى مقابل مبادرة من السلطة الأعلى كذلك فى المغرب، ثم كانت البادرة ومعها المبادرة، إشارة كافية الى أن تجاوز جمود ٢٢ عاماً وارد، وسهل، وفى الإمكان!