عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

من المؤكد أنه سؤال محير وشائك.. لماذا يشكو الرئيس من الصحافة؟ وماذا يريد منها؟ وحديثى هنا عن المؤسسات الصحفية القومية المملوكة للدولة، وتنفق عليها الدولة، ويصدر عنها 55 إصدارًا قوميًا ما بين صحف يومية ومجلات أسبوعية ودوريات شهرية، وتوافرت لها من الأصول والامكانيات ما لم يتوافر لغيرها، ورغم كل ذلك فإن أداءها لا يرضى الدولة بدليل أن الرئيس طالبها بمساندة مصر لا مساندة نظام الحكم.. فمصر هى الباقية، والأنظمة تتغير وتتبدل..

إذن «صحافة المطبلاتية» التى ارتفعت حدتها لا ترضى الرئيس، وليست هى ما يريده، وهذا هو مكمن الأزمة فى كثير من الصحف التى أصبحت أقرب إلى نشرات الوزارات من كونها صحافة تخلق وعيًا حقيقيًا وتعبر عن اهتمامات الناس.

لا تكاد تخلو مناسبة من حديث للرئيس عن الصحافة والدور المطلوب منها، غير أن الحديث الأخير للرئيس فى منتدى الشباب فاق كل التوقعات، إذ كشف الرئيس عن أن الصحف تقع فى أخطاء وهى تنقل عنه ما يقول..!!

إذن الرئيس يشكو.. والشكوى هذه المرة تأتى فى توقيت حساس، ووسط حالة ترقب قاتل لتغييرات صحفية ستطال الهيئات والمؤسسات.

لقد سبق أن كتبت هنا – على صفحات الوفد – مناشدًا الرئيس بتشكيل لجنة تقصى حقائق للتحقيق فيما حدث فى حركة التغييرات الصحفية التى جرت فى الأول من يونيه 2017، وهل التزمت بالقواعد القانونية والمعايير المهنية التى تكفل – قدر المستطاع – اختيار الأكفأ مهنيًا.

على أية حال لا مجال للبكاء على اللبن المسكوب، فالواقع البائس الذى وصلت إليه المؤسسات القومية الغارقة فى دوامات الفشل الإدارى والمالى، فضلاً عن غياب أى تأثير حقيقى لها يستلزم وضع خطة إنقاذ حقيقية تضع فى اعتبارها الحقائق التالية:

حصلت المؤسسات الثمانية العام المالى الماضى على مليار و104 ملايين جنيه من الدولة.. وهنا نتساءل عن طبيعة الرسالة الإعلامية التى قدمتها ومدى تأثيرها فى الرأى العام مقابل هذا المبلغ.

ضرورة مراجعة وتقييم كل القرارات الصادرة خلال العام ونصف العام الماضى والذى شهد حالة جرأة غير مسبوقة على المال العام، تمثلت فى عدد هائل من السفريات قامت بها قيادات هذه المؤسسات وبدلات سفر أنفقت بالعملات الصعبة فى مؤسسات تعجز عن الوفاء بأبسط احتياجات العاملين بها.. مطلوب حصر ما تم إنفاقه، والعائد منه، والمقتضى الوظيفى للقيام بكل ما حدث.

ويرتبط بما سبق ضرورة إلزام قيادات المؤسسات بتقديم كشف حساب بما حققوه كل فى مجاله (التحرير والإدارة)، ورصد الجهود التى بذلها رؤساء مجالس الإدارة لتنمية موارد هذه المؤسسات؟

وأتمنى أن يمتد التقييم لأداء الهيئة الوطنية للصحافة منذ تشكيلها فى الأول من إبريل 2017 وخاصة فى نقطتين فى غاية الأهمية.. الأولى: هل تم إصدار التقرير الدورى للممارسة المهنية بهدف خلق حالة حوار من خلال ورش عمل بين أبناء المهنة الواحدة للتوصل إلى نقاط اتفاق حول القضايا القومية والتحديات التى تواجه المجتمع.. أما النقطة الثانية فتتمثل فى كيفية تعامل الهيئة مع الملفات الاقتصادية المزمنة للمؤسسات، وهل تمت مناقشة تقارير الإدارة وتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات، وبحث سبل تنمية مواردها وأصولها واستثمارها على الوجه الأمثل.

[email protected]