رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

صدقوا أو لا تصدقوا أن هناك من يزال يبيع الجاز فى شوارع القاهرة الكبرى، والجاز ليست هى موسيقى الجاز الشهيرة التى برع فيها زنوج أمريكا.. بل هو الكيروسين الذى «كان» يستخدم فى بوابير «الجاز» لطبخ الطعام.. أو فى الإنارة باستخدام لمبات الجاز، وهى من مقاسات «ونمر مختلفة».

ولا تقولى إن المصريين عادوا إلى استخدام هذا الجاز «فى الإنارة والطبخ» بسبب ارتفاع أسعار الغاز سواء الذى وصل إلى الشقق.. أو أنابيب البوتاجاز.. أو بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء بعد تحديد من له حق الدعم.. فهذه العربة أراهاـ فى القاهرة وفى الجيزةـ منذ جئت للالتحاق بالجامعة عام 1957، وكان لها دكان شهير فى ميدان سليمان جوهر لتموين عربات بيع الجاز فى شوارع الدقى.. وإذا كان سبب بيع الجاز فى الشوارع حتى الآن هو ارتفاع أسعار البوتاجاز والغاز والكهرباء.. فهل يمكن أن نرى مستقبلاً من يطبخ على «الكانون» الذى عادت أمهاتنا إلى استخدامه أيام الحرب العالمية الثانية وأيام العدوان الثلاثى. وأيضًا عقب حرب 1967 وفقدان مصر لكل حقوقها البترولية فى سيناء!

<  وعربة="" الجاز="" التى="" تطوف="" الآن="" بشوارع="" العجوزة="" وهى="" منطقة="" معروفة="" بارتفاع="" مستواها="" المعيشى="" والمالى،="" وهى="" عبارة="" عن="" عربة="" عليها="" «فنطاس»="" ودائمًا="" ما="" يكون="" أصفر="" اللون..="" ولا="" أعرف="" لماذا،="" والعربة="" التى="" يجرها="" دائمًا="" رجل="" عجوز="" مزودة="" بكل="" مقاسات="" المكاييل،="" وما="" يشدنى-="" أيضًا-="" إلى="" هذه="" العربة="" بذات="" الفنطاس="" الذى="" يشبه="" برميل="" البترول،="" هو="" هذا="" النداء،="" الذى="" كنت="" أسمعه="" من="" البائع..="" وكان="" كل="" ندائه="" هو:="" أمريكانى="" يا="" جاز،="" فلماذا="" أمريكانى،="" هل="" لأن="" معظم="" شركات="" البترول="" الكبرى="" التى="" يطلق="" عليها="" «الشقيقات="" السبع»..="" هى="" شركات="" أمريكية،="" وأن="" معظم="" الشركات="" التى="" كانت="" تعمل="" بحثًا="" وإنتاجًا="" وتوزيعًا="" فى="" بلادنا="" فى="" خليج="" السويس="" والبحر="" الأحمر،="" كانت ="" أمريكية..="" وحتى="" عندما="" كنا="" نستورد="" البترول="" كان="" هذا="" يتم="" من="" السعودية..="" ومعظم="" شركات="" البترول="" العاملة="" هناك="" هى="" أيضًا="">

< وربما="" تكون="" التسمية="" هذه="" بسبب="" قناعتنا-="" زمان-="" بجودة="" أى="" منتجات="" أمريكية،="" رغم="" أن="" عقلية="" المصرى="" ألمانية="" الاتجاه="" بحكم="" قناعة="" المصريين="" بأن="" الصناعة="" الألمانية="" هى="" الأفضل..="" عالميًا..="" تليها="" الصناعة="" اليابانية..="" وهذا="">

وربما لأن أول معامل تكرير البترول «المصافى» كانت زمان أمريكية أيضًا، وربما هذا اللون الأصفر يعلن عن تبعيتها لشركة شل وهى شركة هولندية- بريطانية مشتركة، وهى من أقدم شركات البترول التى عملت فى الشرق الأوسط، كل هذا فكرت فيه.. ولكننى لم أجد سببًا واحدًا لاستمرار استخدام البعض منا لهذا الجاز للإنارة وللطبيخ، فهل هو لسكان المناطق العشوائية.. أم لسكان السطوح الذين انتشروا فوق كل مبانينا، فى وسط أى مدينة.. أو على أطرافها.

< والطريق="" أن="" نداء="" «أمريكانى="" يا="" جاز»="" ينطلق="" من="" الرجل="" العجوز،="" بينما="" شاب="" فوق="" دراجته="" وعليها="" 4="" أنابيب="" بوتاجاز="" ويدق="" فوق="" أقرب="" الأنابيب="" إليه="" بالمفتاح="" الانجليزى..="" المعروف="" أي="" الغاز="" ينافس="" البوتاجاز="" مازال="" فى="">