رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

«لا عزاء.. لا بكاء.. لا دموع.. منكم أيها البشر.. فأنا ذاهب لربى وربكم».. هكذا أوصى د. نعمان جمعة.. وهكذا كانت كلماته لابنتيه الدكتورة إيمان والدكتورة غادة.

وقبل صعود الروح  لبارئها.. رحل وحيداً بناء على وصيته ورغبته.. وإيماناً منه بأن طريقه لن يكون للبشر ولا جماعة ولا حزب.. ولكن طريقه لرب الأرباب.. طلب ألا يعزيه أحد هكذا هو نعمان جمعة.. فهو لم يستأذن أحداً فى صباه عندما رأى وطنه فى محنة.. فهب مقاوماً ومدافعاً عن تراب الوطن فى بورسعيد ضد العدوان الثلاثى ضمن المقاومة الشعبية.. حتى اعتقلته قوات العدوان وهو ما زال صبياً فى مقتبل العمر.. هكذا سجل التاريخ.. وهكذا سجلت الأهرام فى صفحتها الأولى فى عام 1956.. سجل التاريخ بحروف من نور قصة كفاح ونضال شاب  حمل روحه على كفيه وذهب مقاوماً عدواناً يستهدف وطنه.. فيقدم لنا قدوة لمن يعرفون كيف يكون قدر الأوطان.

لم يصرفه نبوغه وتفوقه العلمى فى مصر أو السوربون ولا أناقته وشياكته عن النضال من أجل وطنه.. مؤمناً بأن الوفد ليس حزباً وإنما أمة وأن الأحزاب والتيارات تموت ولكن الأمم تبقى.. فكان الرجل الثانى ومهندس إعادة الوفد بعد فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد وخليفة النحاس.. فلم يكن فؤاد سراج الدين ذاك السياسى المحنك والتاريخ الحافل بالنضال وخبير فرز معادن الرجال إلا ان يختار رجلاً مثل نعمان.. فكان نعمان رجل المهام الصعبة.

ويعيش الوفد مجداً مع سراج الدين ورجاله ونائبه الأول نعمان الذى سطر تاريخًا يفخر به كل محب للحريات وحقوق الإنسان.. ويلبى سراج الدين فى شهر أغسطس عام 2000 نداء ربه.. فيلتف أبناء وتلاميذ وجموع الوفد ويختارون نعمان جمعة.. رئيساً للوفد ليسطر صفحات من نضال حزب الأمة ويحفظ للحزب تاريخه ومجده ويواصل مرحلة نضال ضد فساد واستبداد النظام الحاكم.. ثم يخوض نعمان معركة من أجل هذا الوطن.. هى معركة تستهدف مصرية هذا الوطن وعروبته وإسلامه ووحدته وسلامة بنيانه..وهى قضية التمويل الأجنبي المشبوه، الذى استشرى من خلال مخطط  الغرب والأمريكان وتعاونهم مافيا التمويل المشبوه مستهدفة وطناً وأحزاباً.. فكانت معركة نعمان..حتى وإن شوهوه فهو لم يعرف الدموع.. حتى وإن حاصره الموت يوماً من كل جانب.. فقد ظل شامخاً أنيقاً خطيباً مفوهاً أستاذاً وعميداً كاتباً فارساً رئيساً للوفد وزعيماً.. لا يعرف الخوف من السجون، فقد اعتقله العدوان الثلاثى فى 56.. لا يعرف الدموع وإن منعوا عنه الماء والطعام والدواء..  لا يعرف الحزن وإن شوهوا نضاله، فسيظل ثوبه ناصع البياض.. نعم أيها الصامد فى حياتك (صباك وهرمك) لا تنتظر من أحد عزاء.