نشرت جريدة المصري اليوم الاثنين الماضي عنواناً رئيسياً في الصفحة الاولي يقول (أزمة في البرلمان بسبب مجانية التعليم) وتابعت الجريدة بأن مجلس النواب شهد أزمة شديدة مع الدكتور طارق شوقي وزير التعليم خلال اجتماع لجنة المشروعات الصغيرة بالبرلمان والتي قال فيها (لن نترك المجانية دون دراسة فهذا أمر غير مقبول) وعقب عليه الأستاذ مجدي سرحان بجريدة الوفد يوم الثلاثاء قي مقالة بعنوان (وزراء يلعبون بالنار) وقد فعلها وزير التربية والتعليم بحديثه غير المبرر حول مجانية التعليم وأنها تمثل من وجهة نظره ظلماً اجتماعياً وأضرت بالتعليم نفسه مما تسبب في إثارة موجة استياء جماهيري عارمة، واعتبرها الكثيرون تمهيداً لاتخاذ قرار رسمي بإلغاء التعليم المجاني، كما اعتبروها انقلاباً فكرياً في نظرة الدولة للتعليم باعتباره كالماء والهواء وتساءل: هل سيعود التعليم مرة اخري حقاً للأسياد والقادرين وحراماً علي أبناء العامة والدهماء والفقراء؟
ولابد من السؤال عن ثقافة الوزير المسئول عن التربية والتعليم ومدي إلمامه بحقوق الشعب الاساسية التي نصت عليها الدساتير المصرية وآخرها دستور ٢٠١٤ الذي تتحدث ديباجته عن العالم الإنساني الذي تسوده الحقيقة والعدل وتصان فيه الحريات وحقوق الإنسان وترجمت ذلك المادة التاسعة بقولها تلتزم الدولة بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين دون تمييز وتضيف المادة ١٩ بأن التعليم حق لكل مواطن والتعليم الالزامي حتى نهاية المرحلة الثانوية وما يعادلها وتكفل الدولة مجانيته بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية وفقا للقانون.
فكيف يدور في فكر وزير التربية مجرد المساس بمجانية التعليم في مصر وخاصة في هذه الأيام التي يشكو فيها الناس من الغلاء الفاحش في مواد المعيشة الرئيسية، ويأتي وزير التربية ليزيد من هموم المصريين بإلغاء مجانية التعليم وتحميلهم مصروفات ورسوم الدراسة في المدارس حتي يعجز غالبية الناس عن أدائها، وخاصة الغالبية العظمي من الشعب الذي يواجه مشكلة غلاء العلاج والدواء.
إن وزير التربية يريد مصادرة حق انساني لجموع المواطنين ويجعل تربية الابناء مستحيلة وخاصة الطبقات المتوسطة وما دونها ويدفعهم دفعاً للامية والجهل والبطالة وما يصحبها كلها من تدهور للمجتمع في مصر؟
يا سيادة الوزير.. وزير التربية يوجد اصطلاح يستخدمه علماء الإنسان عما يعتبر مقدساً ولا يجوز الاقتراب منه.. مجرد اقتراب للمساس به اصطلاح «تابو tabou» الذي نضعه تحت نظرك.