عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يخطئ من يظن أن قضية مقتل «خاشقجى» قد قاربت على الانتهاء، لقد كانت قضية الصحفى السعودى جمال خاشقجى واحدة من المآسى الإنسانية، ومع ذلك هى نفسها قضية لجنى المكاسب، فلقد استطاع الساسة تحويل جريمة خاشقجى إلى مورد ابتزاز علنى وتحت الطاولة لذلك فإن تلك القضية طويلة الأجل، تعتمد على تكسير العظام، والحصول على أكبر استفادة منها بشتى الوسائل، ما بين أموال طائلة، ونفوذ متزايد، ودعاية مجانية لبطولات وهمية تشارك فيها وسائل إعلام عالمية، فهناك من يدعى أن هناك محاولات جادة كانت لتحييد تركيا بكل الوسائل ومنها رشوة لخليفة المسلمين المبجل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعروض لشراء أسلحة تركية، ودعم تلك الأكاذيب البيانات الصادرة من ولى العهد عن العلاقات بين الرياض وأنقرة، وأن مقتل خاشقجى كان يستخدم لدق إسفين بين السعودية وتركيا، رغم أن المنطق يؤكد أن الأيام قد تثبت تورط تركيا نفسها فى هذا العمل رغم كل ما تغنت به السلطات التركية حول مقتل خاشقجى.

وفى الوقت الذى يصول فيه ترامب ويجول وإدارته بتهديد السعودية عقاباً لها على مقتل خاشقجى، إلا أن هناك أكثر من 30 تدبيراً محتملاً يمكن للرياض اتخاذها إذا فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية عليها على رأسها مضاعفة سعر النفط ضعفين أو ثلاثة أضعاف، بل إن المملكة العربية السعودية قد رفعت سعر النفط الخام أصلاً عن طريق خفض الإنتاج، وتلك الخطوة كانت تحدياً مباشراً لترامب، فغرّد على تويتر قائلاً: «نأمل أن المملكة العربية السعودية ومنظمة أوبك لن تقلصا إنتاج النفط. أسعار النفط ينبغى أن تكون أقل بكثير على أساس وفرة العرض!».. وإيران يمكن أن تستفيد من الأزمة من الجانب الجيوسياسى، وتحول الاهتمام العالمى عن برنامجها النووى، إلى جانب احتمالية تفكيك التحالف الدولى، كما يمكن أن تسعى طهران إلى استغلال الأزمة فى محاولة للتقرب إلى المملكة وكل هذا ضد أمريكا، بل وقد يتعدى الأمر إلى تقديم السعودية لروسيا قاعدة عسكرية فى شمال البلاد، مع جعل كلا من روسيا والصين كمزوّدين رئيسيين للسعودية للأسلحة.

وهناك رسالة واضحة لترامب بأن السعودية لا تعتمد على تحالفها مع واشنطن، خاصة بعد دعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى الرياض. وما أثير من أن بوتين سيقوم بالزيارة بغض النظر عن نتيجة قضية خاشقجى، وفى الواقع إن هناك ضغطا على «الكابيتول هيل» (الكونجرس) من أجل الحصول على رد رسمى من إدارة ترامب بشأن قضية خاشقجى، بل إن الأمر وصل الى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومسئولين استخباراتيين آخرين قاموا بإطلاع الكونجرس علي معلومات للضغط بالتالى على جينا هاسبل، مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، التى استمعت إلى أحد التسجيلات الصوتية لقتل خاشقجى للإدلاء بشهادتها بشأن ما سمعته، ومن هنا فربما ينقلب السحر على الساحر خاصة بعد الانتخابات الأخيرة والتى فاز فيه الديمقراطيون.

ولا يمكن تجاهل ورقة رابحة تنكرها السعودية نفسها، وهى أن محمد بن سلمان لاعب رئيسي فى الجهود المبذولة لإقرار التسوية السلمية فى المنطقة، وهناك بين أروقة الساسة وعالم المصالح الدولية الكثير الذى لا يمكن الإفصاح عنه للحصول على نصيبهم من تورتة خاشقجى الملوثة بالدماء، ولكن لا شىء يهم فى عالم لا يعرف الرحمة ولا حقوق الإنسان ولكن يتغنى بها فقط.