عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

موقع قناة العربية نشر منذ يومين واقعة يجب أن نفخر ونتفاخر ونزهو بها جميعاً، واقعة يجب نقلها بكل فخر إلى جميع بلدان العالم، الواقعة بطلها شاب فى العشرين من عمره، اسمه مينا سمير كامل، عمره 20 سنة، الديانة مسيحى، الوظيفة: طالب بالجامعة العمالية، ويعمل خلال الدراسة فى محل أدوات كهربائية للإنفاق على أسرته ودراسته، مينا قدم حياته ثمناً لمساعدة فتاة مسلمة، مات بطعنة فى القلب.

الواقعة جرت فى مدينة أسوان، نقلها لموقع الجزيرة نت الزميل أشرف عبدالحميد، وتفاصيلها تبدأ من مينا، كان يغلق المحل الذى يعمل به وينفق منه على دراسته وعلى والدته، سمع صوت استغاثة، أسرع نحو الصوت، فوجئ بفتاة محجبة تستغيث من أحد اللصوص، هجم عليها وخطف التليفون المحمول، جرى خلفه وأمسك به، أخرج اللص من ملابسه مطواة وطعن بها مينا فى قلبه، سقط مينا غارقاً فى دمائه، أسرع المارة وقبضوا على اللص، والجيران قاموا بحمل مينا إلى المستشفى لإنقاذه، مينا استشهد على أبواب المستشفى، لفظ أنفاسه الأخيرة، مينا لم يفكر فى ديانة الفتاة ولا فى مذهبها ولا فى ملتها، تذكر فقط أنها فتاة تستغيث، مسلمة كانت أو مسيحية، قاهرية أو أسوانية، هى فتاة تحتاج مساعدة.

تعالوا نرجع بالمشهد إلى البداية، مينا أو محمد يغلق المحل، سمع استغاثة، اسرع نحو الصوت، فتاة محجبة او فتاة تحمل صليب، انتبه للحجاب أو انتبه إلى الصليب، وقف مكانه وتراجع عن مساعدتها، مينا مصري والمصري تربى على المواطنة والشهامة، عرف أنها مسلمة وأسرع لنجدتها، المواطنة والإخوة فى الوطن تغلبت على الديانة.

أهل الحى تجمعوا وشيعوا جنازة مينا، وأقاموا له جنازتين، واحدة داخل الكنيسة وشارك فيها المسلمون من أبناء الحى، وأخرى مسلمة تجمع فيها المسلم والمسيحى تكريماً لمينا وحيد والدته الذى ضحى بحياته لإنقاذ جارته فى الحى.

يوم الجمعة التالية خصص إمام المسجد (الشيخ سعودى مرزوق) خطبة الجمعة للحديث عن شهامة ونبل وبطولة مينا سمير كامل، وقف على المنبر وحكى الواقعة، خلال الخطبة (حسب رواية الزميل أشرف عبدالحميد) كانت صور مينا تزين أركان وشاشات المسجد.

وقيل (والعهدة على الراوى) أن أهالى الحى، والأحياء المجاورة، وجميع من سمعوا بالواقعة تنافسوا على تقديم الدعم لأسرة مينا، ونسيت أذكر لكم أن محافظ أسوان اللواء أحمد إبراهيم قدم العزاء لأسرة مينا، وقدم الشكر لإمام المسجد.

هذه هى قصى الشهيد مينا، ما المطلوب منا تجاهه؟، ما موقف الدولة منه؟، الدولة مطالبة بتكريم مينا كشهيد وقدوة، والتكريم يجب أن يتمثل فى: صرف معاش شهرى لوالدته، وإطلاق اسمه على الشارع الذى استشهد فيه، مينا ضرب لنا وللعالم أجمع أفضل مثال بدمه وحياته لمعنى المواطنة، ولمفهوم الأخوة فى الوطن، ما قدمه مينا الكثير، وما سنقدمه أقل القليل، رحم الله مينا، وألهم والدته الصبر والسلوان.

 

[email protected]