رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

شهد العالم العربى فى الآونة الأخيرة سلسلة من الأحداث جعلت البعض يقع تحت تأثير حالة من التشاؤم أو السوداوية، حيث تعرض العرب لمحاولات ابتزاز اقرب ما تكون للبلطجة، ومورست سياسات مع العرب بطريقة تآمرية جعلت هذا البعض يتوقع أن العام القادم 2019 سيكون الأسوأ بالنسبة للعرب على حد تصوره.

معنى ذلك أنه لن تجد الأزمات العربية الراهنة طريق الانفراج فى المدى المنظور أو المتوسط بل على العكس ستظل كثير من المشكلات عصية على الحل أو حتى الحلحلة بسبب تصاعد منحنى الأطماع الإقليمية والدولية إلى سقف جديد يتخطى كل ما هو معقول أو منطقى من ناحية وإصرار أطراف غير عربية على دس أنفها فى الشأن العربى لدرجة تصل إلى تهديد الأمن القومى الجماعى العربى من ناحية أخرى.

على صعيد الأزمة السورية مثلاً، يتوقع المتشائمون أنها لن تصل إلى نهايتها فى العام المقبل بسبب الإصرار على استمرار تدويلها وعلى جعل الأراضى السورية كعكة مشاعة لتقاسم المنافع بين الأطراف غير السورية المتواجدة على الأراضى السورية، وغياب رغبة حقيقية من اللاعبين الأساسيين فى الأزمة فى تحقيق تسوية سياسية تضع مصلحة الشعب السورى فى الاعتبار الأول وفى الوقت نفسه لا يمكن تجاهل إخفاق جامعة الدول العربية - التنظيم الإقليمى العربى - فى تسويق الدور العربى فى أى جهود سياسية بذلت أو تبذل لوقف إراقة الدماء على التراب السورى وعودة النازحين إلى ديارهم، لأن التحليل الأخير يقول إن العرب تركوا الساحة خالية لأصحاب الأطماع وأصحاب المصلحة فى إبقاء الوضع على ما هو عليه فى مقدمتهم الفتوة أو قبضاى العالم الولايات المتحدة!

أما بالنسبة لليمن من المتوقع أن تصبح إيران لاعباً مباشراً فى تعقيد الأزمة اليمنية متجاوزة مرحلة دعم جماعة الحوثى معنوياً ولوجستياً إلى التورط بشكل كامل فى المستنقع اليمنى بواسطة تواجد إيرانى على الأراضى اليمنية، يلعب فيه الحرس الثورى الإيرانى دور البطولة مع احتمالات تهديد صريح لمنطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن!

هذا فضلاً عن استمرار أزمات داخلية فى العديد من الدول العربية الأخرى مثل ليبيا والعراق وفلسطين على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.

وإذا كنا نرى أن هذا التحليل الاستشرافى للأزمات العربية على المستوى الكلى فيه كثير من النظرة السوداوية للحالة العربية خاصة أن نظرة واقعية للأحوال العربية بلا رتوش توضح أنها لا تختلف كثيراً عن الصورة التى عرضت وهو الأمر الذى جعل هذا الرأى يميل إلى التشاؤم بشأن الأوضاع العربية فى العام القادم.

ومع ذلك لا نتفق تماماً مع كل ما ذكر لأننا ما زلنا نثق فى القدرة على الفعل العربى إذا توافرت إرادة سياسية حقيقية للأشقاء لتغيير هذا الواقع المؤلم، وهو أمر يدخل فى دائرة الممكن وليس مستحيلاً، رغم تسليمنا بأن هناك العديد من المخاطر التى ما زالت محدقة بخريطة العالم العربى، وقادمة من الشرق والغرب وسيظل وفى مقدمتها «التطرف والإرهاب» الذى يطل علينا برأسه القبيح من آن لآخر فى إطار حرب حقيقية وهذا ما سنحاول إلقاء الضوء عليه فى الجزء الرابع والأخير الأسبوع القادم بإذن الله.