رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

صديق أحترم رأيه وأقدره، علق على مقالى المعنون «صوت العرب» مستنكرا ما رآه إعجاباً بـ«صوت العرب» ويرى أن ما أنتقده من عيوب فى الإعلام المصرى اليوم هو نتاج طبيعى لنهج «صوت العرب» الذى يراه السبب فيما يعانيه الإعلام هذه الأيام.

ورأيت أن نقد الصديق يتبناه كثيرون وأن من الأفضل أن أسجل رأيى فى نقد الصديق فى مقال يقرأه من يتبنى وجهة نظر الصديق العزيز.

أولا: فى مقالى محل نقد الصديق، لم أتعرض لأسلوب «صوت العرب»، لكننى كنت أركز على نقطة واحدة وهى علاقة الوفرة المالية بقدرة وسيلة الإعلام على التأثير. فكل من يتحدث عن أزمة الإعلام المصرى اليوم يعزوها إلى نقص الموارد المالية، من هنا أردت أن أقدم مثلاً لقدرة «صوت العرب» على التأثير القوى بعدد محدود من العاملين وقدرات مادية بالغة الضعف.

ثانيا: الأمر الأهم فى نظرى هو تقييمى لأداء صوت العرب وليسمح لى الصديق العزيز بحديث مفصل فى هذا الجانب:

1- أسلوب التعبئة العاطفية الذى انتهجه أحمد سعيد كان أسلوباً يناسب المرحلة، فكل البلاد العربية كانت محتلة بقوات أجنبية، وكثير من هذه البلاد به حركات مقاومة سلمية أو مسلحة تصارع الاستعمار الأجنبى من أجل الاستقلال، مناخ الصراع ضد الاستعمار هذا يناسبه تماما الأسلوب الذى انتهجه أحمد سعيد، الذى شهد العالم كله بأنه نجح نجاحا باهرا فى حشد قوى المقاومة الشعبية ضد الاستعمار.

2- تمتع «صوت العرب» فى هذه الفترة بحرية كاملة فى بث «الأخبار الممنوعة» فى البلاد العربية، وهذا الأسلوب جذب الملايين فى هذه البلاد لمتابعة «صوت العرب» لتعرف الأخبار التى تحجبها سلطات الاستعمار ومن يتعاون مع الاستعمار من أهل الحكم فى هذه البلاد. وطبعا لم تكن «صوت العرب» تتمتع بأى حرية إذا تعلق الأمر بأخبار ممنوعة فى مصر.. ولهذا فإن المراقبين لاحظوا أن «صوت العرب» لم تحظ بأى جماهيرية فى مصر وأن جاذبيتها شملت جميع البلاد العربية عدا مصر.

و«صوت العرب» بهذه التجربة أكدت أن التدفق الحر للأخبار هو سر الإقبال الجماهيرى الواسع فى البلاد التى تكشف عن أخبارها الممنوعة، هذا هو نفس الأسلوب الذى اتبعته قناة «الجزيرة» عند إطلاقها وهو التدفق الحر للأخبار الممنوعة فى جميع البلاد العربية «عدا قطر طبعاً».

3- يبقى موقفى الذى قد يبدو متناقضا لأننى فى كل كتاباتى وحواراتى أؤكد أهمية الخطاب المنطقى والعقلانى والحوار الحر والتدفق الحر للأخبار، وعندما التحقت بـ«صوت العرب» عام 1954، كنت - ولم أزل - مؤمنا بهذا الأسلوب.. وفى نفس الوقت كنت مقتنعا تماما بأن أحمد سعيد نجح نجاحا باهرا فى جذب الجماهير العربية بأسلوبه الذى يثير العواطف.

وقد طلبت من أحمد سعيد بعد أن تمدد إرسال «صوت العرب» أن يسمح لى بتقديم برامج تلتزم بالقواعد المهنية أى بالحوار الموضوعى الذى تطرح فيه وجهات النظر المختلفة، لكن الأستاذ أحمد سعيد كان يرى ضرورة التزام جميع البرامج فى «صوت العرب» بنفس منهجه، وهو المسئول أولا وأخيرا عن إدارة «صوت العرب» كان مقتنعا بصدق بوجهة نظره خاصة أن نجاح «صوت العرب» الهائل كان يمثل حجة قوية.

هذا الاختلاف فى وجهة النظر لم يقلل مطلقا من اقتناعى بأن أحمد سعيد أدى دورا رائعا فى مجال التحرر القومى العربى.. وأسفر الاختلاف عن نقلى من «صوت العرب» بعد بضعة شهور، حيث نُقلت إلى البرامج الموجهة.

وللحديث بقية فى الأسبوع المقبل بإذن الله.