رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

احتفل الوفد أمس الأول بالذكرى المئوية لعيد الجهاد الوطني، ومع أن الاحتفال كان بصبغة شعبية داخل مقر بيت الأمة وحضره عدد من شيوخ وقيادات الوفد وأعضائه.. إلا أنه تلاحظ غياب الشكل الرسمي للدولة في هذا الاحتفال الهام الذي يمثل مرحلة مفصلية للحركة الوطنية المصرية، وأحد الأيام الخالدة في تاريخ هذا الوطن.. وربما لا يعلم كثيرون أن هذا اليوم استمر عيداً قومياً لمصر منذ عام 1918 وحتى عام 1952، ولعل هذا التجاهل الرسمي لعيد الجهاد الوطني هو ما دعا الدكتور أسامة الغزالي حرب أحد ضيوف المؤتمر لإلقاء كلمة أكد فيها على رمزية هذا اليوم، مشيراً إلى ضرورة استدراك الدولة لدورها في احتفالات ثورة 19 بالمئوية بعد شهور قليلة باعتبارها أعظم الثورات المصرية وتأثيراتها على الحياة في مصر والتحول الجذري الذي حدث في المجتمع المصري والبداية الحقيقية للحقبة الليبرالية التي شهدتها مصر من عام 23 وحتى  52، واستشهد «حرب» بأهمية هذه المرحلة في تاريخ مصر بإصابة الطالب جمال عبدالناصر في مظاهرات عام 1936 على أهمية الوفد في تشكيل الوعي المصري خلال هذه الفترة والنهضة التي حدثت على شتى المستويات.

وإذا تجاوزنا الاحتفال التقليدي الوفدي بعيد الجهاد الوطني، إلى جوهر هذه المناسبة الهامة في تاريخ مصر فسوف نعي أن 13 نوفمبر كان النقطة المفصلية في تاريخ الحركة الوطنية المصرية، لأنه كان قراراً مدروساً بعناية شديدة من رفقاء الكفاح «سعد» و«فهمي» و«شعراوي»، خاصة وأن انجلترا قد انتهت من الحرب العالمية الأولي وخرجت منتصرة وأعدت لمؤتمر «فرساي» تتويجاً لانتصارها في الحرب.. فجاءت المفاجأة من الزعيم سعد زغلول باعتباره الوكيل المنتخب للجمعية التشريعية (البرلمان في هذا الوقت) وأيضاً علي باشا شعراوي وكان عضواً بالجمعية التشريعية ممثلاً لأعيان الأرياف، وعبدالعزيز باشا فهمي كان عضواً عن المحامين والمهن الحرة وكان تحركهم من منطلق أنهم يمثلون الشعب المصري في الجمعية التشريعية.. ومع ذلك اتهمهم السير «ونجت» المندوب السامي البريطاني بعدم تمثيل الشعب المصري على اعتبار أن انتخابهم في الجمعية التشريعية كان عام 1913 وأن الجمعية توقفت جلساتها بسبب الحرب العالمية التي انطلقت شرارتها عام 1914، وطالب الزعماء الثلاثة بأن تكون مطالب الاستقلال وجلاء الاحتلال عن طريق الحكومة المصرية الممثلة في الملك فؤاد.

هنا كانت مفاجأة المصريين التي لم تتوقعها الإمبراطورية البريطانية، عندما جمع المصريون في أيام قليلة ثلاثة ملايين توكيل لسعد زغلول، وتفويضه بالسفر إلى مؤتمر «فرساي» للتحدث باسم الشعب وطلب الاستقلال، وهذا العدد في ذلك الوقت كان يمثل غالبية المصريين، وعندما شعرت الحكومة الانجليزية أن أسلوب التفاوض الذي يتبعه المفوض السامي البريطاني غير مجدٍ مع سعد زغلول ورفاقه قررت اتباع الأسلوب الخشن واستبدلت السير «ونجت» بالجنرال (ألنبي(وهو من القادة العسكريين في معركة انتصار بريطانيا لاستخدام العنف في مواجهة قادة الحركة الوطنية المصرية، وهو ما حدث عندما تم نفي سعد زغلول ورفاقه خارج مصر، لتندلع في اليوم التالي مباشرة شرارة ثورة 1919 وتخرج المظاهرات من جامعة القاهرة وتمتد إلى كل الأقاليم المصرية، وتضطر الحكومة الانجليزية للرضوخ للمطالب المصرية وتحصل مصر على استقلالها في فبراير عام 1922، وتكشف الوثائق البريطانية عن خطئها عندما استخدمت العنف مع المصريين الذين حصلوا بمقتضاه على كل ما يريدون.