عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

يعيش الإعلامى حياته كلها فى محاولات مستمرة للعثور على فكرة تصلح لبرنامج جديد، وبعد أن يوفق إلى هذه الفكرة الرئيسية يسعى جاهداً للعثور على أفكار فرعية تصلح لتكوين المحتوى المناسب لهذا البرنامج. وعلى قدر ما يصيب من نجاح فى العثور على الفكرة الرئيسيّة المتميزة فإن برنامجه يحقق نجاحاً يتناسب مع توهج الفكرة وتفردها. ويمكن الحكم على الأفكار البرامجية من خلال إتاحتها الفرصة لتقديم شخصيات وافرة العطاء فى مجالات متنوعة تضيف إلى المستمعين أو المشاهدين معلومات مفيدة، إلى جانب ما يحصلون عليه من متعة.

وربما كان برنامج «زيارة لمكتبة فلان» للإعلامية التى رحلت عن دنيانا مؤخراً نادية صالح، نموذجاً واضحاً لعبقرية الفكرة البرامجية التى مكّنت صاحبتها من استضافة رموز الفكر والأدب والفن والسياسة من شتى المدارس والاتجاهات، فى حوارات شيقة اجتذبت جمهور المستمعين على اختلاف ثقافاتهم. وكانت نادية صالح ابنة دفعتى ٦٥ إذاعة، من أحرص الناس على العناية بأفكار برامجها بحيث يتحقق لها المزيج النادر بين الجاذبية والفائدة. وقد أثمر جهدها فى العثور على ما يطلق عليه أفكار من ذهب أكثر من مرة. ومنها برنامج «يوميات امرأة عصرية»، والذى كانت تتناول فيه المشاكل الاجتماعية التى تواجهها المرأة العصرية بأسلوب رشيق وجذاب. ولكن «زيارة لمكتبة فلان» فاق الكل شهرة ونجاحاً. ويكمن سر تفوق هذا البرنامج فى أنه اتسع لكى يضم بين ضيوفه كبار نجوم الفن، مثل عبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالوهاب، ورموز الأدب، مثل نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وأنيس منصور إلى جانب كبار العلماء والفنانين التشكيليين والسفراء وغيرهم من أصحاب المواهب والهوايات النادرة. وكانت، رحمها الله، ترغب فى أن تقدم هذا البرنامج من خلال التلفزيون إلى جانب الإذاعة، إلا أنها توفيت دون أن تحقق هذه الرغبة التى كانت ستعود بالفائدة على المشاهدين. رحم الله الزميلة الغالية نادية صالح وأجزل لها العطاء بقدر ما أخلصت فى عملها وأفادت به جمهور مستمعيها من فكر وثقافة.

ومن الأفكار التى تتساوى مع الذهب، شاهدت الفيلم الوثائقى «نقطة تلاقى» الذى تم عرضه فى افتتاح منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ. وللأسف عرض الفيلم فى المنتدى أمام شباب العالم وانتهى دون عرض أسماء طاقم العمل فلم نعرف منهم سوى مقدمة الفيلم النجمة ريم مصطفى التى أجادت دورها فى تقديم الحوارات المختلفة أو الجانب الخاص براوى الفيلم. وقد علمنا بعد ذلك أن الفيلم من وضع المؤلف شريف الألفى، ومن إخراج المخرج المتميز مروان حامد. ويدور الفيلم حول نقطة التلاقى التى تحدث بين الثقافات والأفكار المختلفة فيتولد عنها تقدم البشرية. يستهل الفيلم رحلة البحث عن نقاط التلاقى من أرض سيناء مهد الديانات حيث كلم المولى عز وجل نبيه موسى وأنزل عليه الوصايا العشر. وقد مزج الفيلم بين القديم والجديد فى حوارات مع بدو سيناء حول العصر النبطى والأدوار التى لعبها البدو مع ابطال الصاعقة الذين قاموا بأروع البطولات خلف خطوط العدو فى سيناء. انتقل الفيلم بعد ذلك إلى جنوب الوادى، حيث عرض لثقافة وفنون أبناء النوبة. وفِى نقلة أخرى استعرض الفيلم واحة سيوة والثقافة البدوية المميزة لذلك الجزء من الصحارى المصرية. فيلم تسجيلى متميز فى صوره وموضوعه نرجو أن تتاح له مساحة أكبر من العرض حتى يشاهده أكبر عدد من الجمهور.