عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

علاقتى بالأزهر الشريف علاقة تقدير لدوره، مثلى مثل المصريين وملايين المسلمين، واكتسبت هذه العلاقة بعدًا أعمق عندما تولى فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت مهام المشيخة وكنت يومها مسئولاً عن قسم الأحاديث الدينية بالإذاعة، كان الشيخ الجليل يشرفنى بالاقتراب منه ويسمح لى بمجادلته فى كثير من الأمور وكثيرًا ما أفاض فى شرح أمور رآها ملتبسة عليّ.

وتوجت هذه العلاقة بموافقته على تقديم برنامج تحت مسمى «درس الجمعة» أحاوره فيه حول ما يشغل الناس من أمور دينهم.

كان الشيخ شلتوت مجددًا بكل معنى الكلمة ،وكان يقدم الإسلام بوجهه المشرق دينًا يرفض التعصب والجمود ويستشرف المستقبل بالتحريض المستمر على الأخذ بالأسباب وإعلاء قيمة العقل.

هذه الذكريات مناسبتها أننى أرى فى فضيلة الإمام الأكبر الحالى الدكتور الطيب النجار صورة من هؤلاء العلماء المستنيرين المؤهلين لقيادة تيار لخطاب دينى يكشف عن الوجه الحقيقى للإسلام، دين يدعو لكل الفضائل الإنسانية ولإعمار الأرض بجهد العلماء فى شتى مجالات العلوم الحديثة.

قناعتى هذه خشيت أن تهتز بقوة عندما قرأت مقالاً رائعًا للدكتور خالد منتصر وهو ينتقد برنامجًا شاهده على فضائية أطلقها الأزهر، هذا البرنامج قدم كمًا هائلاً من الخرافات حول من سمّاه البرنامج أحد أولياء الله الصالحين (الشيخ الدرديرى) وأفاض البرنامج فى ذكر المعجزات (ويسميها كرامات) للشيخ الدرديرى؟!

يا فضيلة الإمام الأكبر.. هذه الخرافات عندما تصدر من قناة تمثل الأزهر الشريف تقنع قطاعات كبيرة من الشعب الذى لا تعصمه ثقافة دينية، والنتيجة الطبيعية نشر الجهل والخرافة على أوسع نطاق، وهذا المناخ هو أنسب فرصة وهو الأرض الخصبة التى تنمو فيها بذور التعصب والإرهاب.

فهل لمثل هذا الخطاب المتخلف والمتعصب والجاهل تم إطلاق فضائية تنطق باسم الأزهر الشريف؟.

يا فضيلة الإمام الأكبر.. هذه الواقعة إذا مرت بمجرد توجيه اللوم لمن قدم هذا البرنامج فمعنى هذا أن الأزهر الشريف قرر أن يجعل من قناته التليفزيونية بوقًا للجهل والتخلف ورديفًا للإرهاب يمهد له الأرض لتجنيد المزيد من الإرهابيين.

يا فضيلة الإمام الأكبر.. يجب استبعاد من قدم البرنامج ومن سمح ببثه من أى وجود بفضائية الأزهر.. وأى حل وسط لا يمكن أن نلوم من يفسره على أن الأزهر لم يزل به أوكار تغذى التعصب وتتعاطف مع الإرهاب.

وثقتى فى فضيلتك تجعلنى أتوقع أن يكون قرارك فى هذا الأمر حاسمًا ورادعًا ومانعًا لاستمرار مثل هذه المهازل التى ترتكب تحت شعار الأزهر الشريف.