رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

هنيئاً لحزب الوفد؛ بمناسبة مرور مئوية جديدة عليه وعلى ثورة 1919، العام المقبل.. وأهنئ الهيئة الوفدية العليا بتشكيلها الجديد، بعد انتخابات جرت يوم الجمعة الماضى.. وأدعو الله أن يظل حزب الوفد منارة للشعب ونموذجاً تحتذى به الأحزاب ليس بمصر فقط، ولكن فى العالم كله.. وها نحن نرى أن الأحزاب الحديثة تحذو حذو الوفد عقب عودته عام 1978، وعودته الفعلية عام 1984؛ حيث بدأ بالاهتمام بالمواطن المصرى، فأوفد القوافل الطبية، وفتح عيادات أطباء الوفد، وأقام الدورات الرياضية والندوات السياسية بكل قرى ونجوع مصر.

 إن لحزب الوفد تاريخاً راسخاً فى عقل وقلب كل مصرى، وينتقل بالوراثة لعمق جذوره فى الشخصية المصرية.

وللأسف الشديد، خلت كتب التاريخ بكل سنوات الدراسة عقب ثورة يوليو، حتى بداية حكم الرئيس السادات، بطل الحرب والسلام، رحمه الله، فبدأ يضيف جانباً من تاريخ الوفد وزعماء الأحزاب الوطنية.. ومع ذلك كنت ومعى عدد لا بأس به من زميلاتى نحفظ تاريخ الوفد وبطولات السياسيين الوفديين وجولات نوابه وشيوخه ومقالات صحفه ومذكرات سياسييه؛ لأن الوفد يُورث لأبناء الوفديين كالاسم العائلى تماماً، وعاد حزب الوفد بقوة، ورحم الله زعيم الوفد فؤاد سراج الدين، وإبراهيم باشا أباظة، ود. وحيد رأفت، وسعد فخرى عبدالنور وآخرين.

 وها هو حزب الوفد يعود بشعاره «الهلال والصليب»، أما بديله الثورى من اتحاد اشتراكى، وهيئة تحرير، فعليهما رحمة الله بما لهما وما عليهما، ولن يبقى إلا ما يشارك به المواطن المصرى العبقرى بنفسه، ودائماً يثبت الشعب المصرى أنه إذا اقتنع بنظام سياسى وحياة حرة يبدع وينهض بكل مناحى الحياة، ولو - لا قدر الله - لم يتفاعل مع نظام ما فتاريخه يثبت أنه يجلس على النيل مردداً: «للبيت رب يحميه».. ولهذا عندما تأسس حزب الوفد يوم 13 نوفمبر 1918، بمقابلة لسعد زغلول، وعبدالعزيز فهمى، وعلى شعراوى للمعتمد البريطانى «ونجت» للمطالبة بحق مصر فى تقرير مصيرها، وإنهاء الحماية البريطانية، ثم فجَّر الوفد ثورة 1919، بداية تحرر مصر وعدد من الشعوب الأفريقية والآسيوية؛ حيث كانت ثورة قوية ذات آثار عالمية ومع تفاعل الشعب المصرى الذى كان وفدياً بأغلبية عارمة ومن يخرج عن حزب الوفد كأنه خرج من التاريخ والجغرافيا..

مع حزب الوفد كانت النهضة التى أيقظها داخل كل مصر فأقام طلعت باشا حرب، بنك مصر يوم 20 مايو 1920، ومع شركات وطنية واستوديو مصر ونهضة الفن بقيادة أم كلثوم والسنباطى وسيد درويش وبيرم التونسى وغيرهم وظهرت أجيال لا تعوض فى الفكر والأدب، وعلى سبيل المثال: طه حسين والعقاد وحافظ إبراهيم ولويس عوض ونجيب محفوظ وأحمد أمين وسلامة موسى ود. محمد مندور وإبراهيم ناجى، وازدهر الفن وكان محمود سعيد وراغب عياد وسياسيون مازلنا نحتاج لتكريمهم كأسوة حسنة للأجيال القادة.

كتبت من قبل عن ضرورة استعدادنا منذ نوفمبر الماضى لإقامة احتفالات متعددة تليق بثورة 1919، بعدما أهملناها كثيراً وحسناً فعلت إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة عندما شكلت لجنة لتنظيم مؤتمر عالمى وتنظيم حفلات ومعارض وندوات للاحتفال بثورة 1919، وأقول ليت احتفالاتنا بهذه الثورة تكون رداً لاعتبارها وتكفيراً عن تجاهلها كثيراً، وأرى الكرة فى ملعب د. مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية للاحتفال بهذه الثورة ووثائقها وبحزب الوفد وتاريخه.

وأرى أننا فى حاجة لإعادة كتابة التاريخ كما قالت العالمة الوطنية الجليلة د. نعمات أحمد فؤاد، عليها رحمة الله.