عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لماذا تتحرك مصر سريعاً.. كلما جرى تصعيد مفاجئ فى قطاع غزة.. سواء نتج هذا التصعيد عن اعتداءات عسكرية من الجانب الإسرائيلى.. أو عن عمليات نوعية أو قصف صاروخى من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية؟.

 ليس خافياً.. أن هناك مخاوف دائمة لدى مصر من التصعيد المتسارع للأحداث فى غزة.. والذى يمكن أن يصل إلى ذروته بشن إسرائيل حرباً شاملة ضد القطاع لواقع على حدود مصر الشرقية.. والذى يمثل عمقاً استراتيجياً لمصر وعنصراً بالغ الأهمية فى منظومة أمنها القومى.

ومن أجل هذه المخاوف يأتى التحرك المصرى الدبلوماسى و»المخابراتي» النشط والفعال لاحتواء الأزمات فى القطاع ونزع فتائل أى تصعيدات عسكرية قد تلوح فى الأفق

•• لاشك

إن كل فصائل الفلسطينيين تعلم جيداً أن التصعيد الحالى فى غزة لم يبدأ من جانب «حماس».. ولكن بدأته قوات الاحتلال بتسللها إلى عمق القطاع لخطف أحد قيادات الحركة الذى يمثل بالنسبة لهم «منجم معلومات» أرادوا الإيقاع به حيا.. لكنهم فشلوا ونجم عن هذه العملية «الغبية» استشهاد ثلاثة فلسطيينين.. وهو ما دفع حماس للرد بعنف على هذا العدوان.. وهى تعلم جيداً أن الإسرائيليين لن يقفوا مكتوفى الأيدى.. وسيكون لهم رد عنيف.. كعادتهم دائماً.. ولم يكن هذا التحرك الحماسى أكثر من رسالة سياسية.. ورد فعل ميدانى ليس مقصوداً به أبداً الدخول فى حرب واسعة مع الإسرائيليين.. أو التوغل فى اقتحام الحدود الشرقية للقطاع.

الفلسطينيون.. وتحديداً قيادات حماس.. يعلمون جيداً نهاية حدود هذا التصعيد.. لكنهم يريدون كعادتهم أيضاً «اعتصار الفرصة حتى آخر قطرة» وفقاً لتعبير أحد المواقع الإلكترونية وثيقة الصلة بالمخابرات الإسرائيلية.. أى يريدون تحقيق أقصى مكاسب من الموقف.. لهم أولاً.. ولسكان القطاع ثانياً.. والإسرائيليون أيضاً يعلمون حدود هذا التصعيد بالنسبة لهم.. ولا يريدون أن يصل هذا التصعيد الآن إلى الحرب.. لكنهم يمارسون مع حماس «لعبة حافة الهاوية».. وفقاً لتعبير الكاتب الغزاوى والمحلل السياسى «المخضرم» أكرم عطا الله.. أى الضغط والتهديد إلى ما قبل درجة الانفجار.. ثم العودة للتهدئة.

•• والطبيعى أيضاً

أن مصر تحرص على سلامة سكان القطاع.. انطلاقاً من مسئوليتها الأخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلسطينية.. وأيضاً لدى مصر مخاوف أمنية على حدودها.. وهذا طبيعى.. لأن إسرائيل إذا اجتاحت غزة بطائراتها وصواريخها.. وربما دباباتها ومدرعاتها.. فأين سيذهب سكان القطاع إلا أن يتجهوا غرباً عبر الحدود المصرية؟.

حدث ذلك من قبل.. عام 2008 عندما اقتحم الآلاف من الفلسطينيين الخط الحدودى مع سيناء تحت ضغط الحصار الإسرائيلى ونقص المواد الغذائية والاحتياجات المعيشية.. ولا ترغب مصر بالطبع أن يتكرر ذلك.. وهو ما يقف وراء حرصها على تخفيف الحصار على القطاع.. ووراء قرار فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين.

•• ومن أجل ذلك

نقول: إن نجاح الجهود المصرية وجهود أطراف دولية أخرى.. إضافة إلى استجابة قيادات الفصائل الفلسطينية.. فى تهدئة الأوضاع فى غزة يجنب الفلسطينيين خطورة استدراجهم إلى خطة حرب جهنمية يمكن أن تنفجر فى أى وقت.. وأن تجنب هذه الحرب مكسب كبير ليس للفلسطينيين فقط.. ولكن لمصر أيضاً.