رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

انتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918 بانتصار ساحق لبريطانيا التي كانت في ذلك الوقت إمبراطورية عظمى تسيطر على كل أرجاء العالم وفي 13 نوفمبر من ذلك العام توجه ثلاثة من رجال مصر العظام سعد زغلول باشا وعلي شعراوي باشا وعبدالعزيز فهمي باشا إلى دار المعتمد البريطاني السير «وينجت» مطالبين بالاستقلال عن بريطانيا- وحق الشعب المصري في حكم نفسه بنفسه طبقاً لمبادئ الرئيس الأمريكي «ويلسون» وأن يسافروا إلى فرنسا لطرح قضيتهم على مؤتمر الصلح بفرساي.. ولكن السير «وينجت» رفض مطالبهم بحجة أنهم ليسوا مفوضين من الشعب المصري لعرض هذه المطالب.. ومن هنا جاءت فكرة التوكيلات من الشعب المصري بأسره إلى سعد زغلول لتفويضه في التحدث باسم الأمة وتشكيل وفد للسفر إلى فرنسا للمطالبة بالاستقلال ومن هنا جاءت كلمة «الوفد».

وحينما بدأ «سعد» في بث الروح الوطنية بخطبه الحماسية وكان له كل التأثير على المصريين- اشتد المد الوطني ليشمل كافة طبقات الشعب.. فقراء وأغنياء.. عمالاً وأصحاب عمل مسلمين ومسيحيين.. مثقفين وأميين.. فلاحين وأصحاب أراضٍ.

وعندما تيقن الانجليز من أن دعوة «سعد» ورفاقه قد لاقت الاستجابة من كل المصريين وأصبح خطراً حقيقياً يهدد وجودهم في مصر- قاموا بنفيه إلى مالطة لعل المد الوطني أن ينحسر، ولكن هيهات.. فبعد أن كان الانجليز يتخوفون من «سعد» ورفاقه.. اندلعت ثورة 1919 لكي يواجه الانجليز الشعب المصري بأسره.. وتحت تأثير الضغط الشعبي الهائل لثورة 19- أعاد الانجليز «سعداً» إلى مصر مرة أخرى.. ولكنه لم يهدأ ولم يستكن واستمر في كفاحه وبث الروح الوطنية في نفوس المصريين- فنفاه الانجليز مرة أخرى إلى جزيرة سيشيل ثم إلى جبل طارق - واضطر الانجليز في النهاية إلn التسليم بأن نفي «سعد» وإبعاده عن مصر لن يوقف الثورة- فأعادوه إلى مصر ليتفاوضوا معه بعد ذلك.. وقد استقبل المصريون «سعد» استقبالاً تاريخياً لم يحدث مثله من قبل واستمر الضغط الشعبي الهائل حتى صدر تصريح 28 فبراير 1922 وفيه اعترفت بريطانيا باستقلال مصر استقلالاً غير كامل ولكنه كان خطوة للأمام على أية حال.

وجاء عام 1924 لكي تجرى الانتخابات العامة- وكان يرأس الوزارة في ذلك الوقت رجل شريف وهو يحير باشا إبراهيم وكان في نفس الوقت وزيراً للداخلية ومشرفاً على الانتخابات Kوكانت النتائج مذهلة فقد فاز الوفد بأغلبية مقاعد مجلس النواب- حتىي أن رئيس الوزراء يحيى باشا إبراهيم لم ينجح في هذه الانتخابات وفاز بدلاً منه مرشح الوفد الذي كان يعمل موظفاً بسيطاً في دائرة رئيس الوزراء.

وشكل «سعد» وزارة الشعب الأولى التي كانت نتيجة طبيعية لكفاح الشعب بعد ثورة 19.

هذا هو تاريخ عيد الجهاد- هذا جزء من تاريخ مصر وقصة كفاح الشعب المصري ومن أمامه قائد الثورة سعد زغلول ورفاقه.. وهذا جزء من رسالة الوفد ونضاله بدأت في 13 نوفمبر 1918 ولا تزال قائمة حتى اليوم ومازالت مبادئ الوفد كما هي- الاستقلال- الدستور- والحرية صحيحأ الاحتلال البريطاني قد انتهى ورحل عسكر الانجليز ولكنه للأسف استبدل باحتلال آخر.. حينما استولى عسكر من المصريين عليى السلطة في 23 يوليو 52 ليقيموا حكماً عسكرياً ألغى الدستور ووأد الحريات، وأقام المعتقلات وصادر حرية الأفراد وزج بهم في السجون وقاد الأمة إلى مغامرات عسكرية فاشلة أنهكت الاقتصاد المصري حتى أصبحت أمنية كل مصري أن يترك بلده ويفر للعمل في الخارج بعد أن ضاقت به سبل العيش داخل وطنه.

نعم إن رسالة الوفد مازالت باقية،ومبادئه مازالت سارية بدأها سعد زغلول في 13 نوفمبر 1918 وسار عليها خليفته خالد الذِكر مصطفى النحاس باشا، وتمسك بها زعيم الوفد فؤاد باشا سراج الدين الذي أعاد الوفد والأمل من جديد،وأحياها الآن المستشار بهاءالدين أبوشقة رئيس حزب الوفد.

أليست توكيلات الأمة للوفد سارية حتى الآن؟!

 

النائب الوفدي وعضو الهيئة العليا