رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بخلاف حدودها معنا، التى تصل إلى ما يقرب من ألف كيلو متر، تحتفظ ليبيا بحدود مباشرة مع خمس دول أخرى هى : السودان، تشاد، النيجر، الجزائر، وأخيرًا تونس!.. هذا إلى جانب شواطىء من ٢٠٠٠ كيلو متر على البحر المتوسط! 

وعندما تمتد حدود الدولة لتشمل هذا العدد من الجيران، فهذا ليس دليلًا على كبر حجمها، أو اتساعها، وفقط، ولكنه دليل آخر على مدى ما يمكن أن تسببه من مشاكل لجاراتها، إذا غابت الحكومة القوية عن السيطرة على الأمور فى أرضها! 

وربما تكون هذه المشكلة واحدة من مشكلات كثيرة، راح يناقشها ثم يبحث لها عن حل، المؤتمر الذى بدأ أمس الأول، وأنهى أعماله أمس، فى مدينة باليرمو الإيطالية! 

ومن الواضح أن فرنسا وإيطاليا تتنافسان فى السباق نحو ايجاد صيغة للتوافق فوق الأراضى الليبية، وقد كان الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، هو الذى بدأ هذا الطريق فى صيف هذا العام، حين دعا إلى مؤتمر حضره الأربعة الليبيون الكبار فى العاصمة الفرنسية! 

والأربعة المقصودون هُم خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى، وفائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطنى، وعقيلة راتب، رئيس مجلس النواب، ثم خالد المشرى، رئيس مجلس الدولة الأعلى.. وفى ختام مؤتمر باريس خرجوا إلى الإعلام برفقة ماكرون، الذى دعاهم إلى عقد انتخابات رئاسية فى العاشر من ديسمبر من هذا العام، فوافقوا، ثم رفضوا التوقيع على ذلك لأسباب غير معلومة! 

وعلى وجه الدقة، فإن بعضهم أرجع عدم القدرة على التوقيع، إلى رغبته فى العودة للتشاور مع القاعدة الجماهيرية التى تخصه فى ليبيا!.. وهو عذر قد يبدو مقبولًا.. قد.. ولكن الأهم من هذا العذر، أن إجراء الانتخابات فى هذا الموعد لم يكن ممكنًا، ليس لأن المساحة الزمنية الممتدة من وقت عقد المؤتمر، إلى العاشر من ديسمبر، أقصر من أن تسمح بتنظيم انتخابات تحتاجها ليبيا بالفعل، ولكن لأن البلد غير مهيأ لإجراء انتخابات بالمعنى الحقيقى لكلمة انتخابات! 

فالانتخابات، خصوصًا إذا كانت رئاسية، ثم إذا كانت فى بلد له ظروف ليبيا التى نعرفها، ونتابع وقائعها، ونراها، ليست قرارًا يجرى اتخاذه بالضغط على زر، ولكنها عملية مكتملة على مستويات كثيرة، وبالذات على المستوى السياسى والمستوى الأمنى!.. وما لم يكن الظرف السياسى مهيأً تمامًا، وكذلك الأمنى قبل السياسى، فإنها انتخابات لن تؤدى غرضها، ولن تصل بالبلاد إلى ما يجب أن تصل بها إليه.. بل إنها يمكن أن تؤدى إلى عكس ما هو مطلوب تمامًا! 

وربما لهذا السبب تلقت القاهرة دعوة بالحضور إلى باليرمو، فكان الرئيس السيسى على رأس المدعوين، وكانت مصر حاضرة، وفاعلة، ثم كانت داعية.. كما دعت دائمًا.. إلى أن تكون ليبيا لجميع الليبيين دون استثناء، وأن يكون جيشها الوطنى هو جيش كل ليبى دون تمييز، وأن يمتنع الوسطاء والأوصياء!