رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

 

الاعتداءات على المصريين بالخارج وتحديداً فى دول عربية.. ظاهرة عامة أم حوادث فردية؟.. سؤال يُطرح على الساحة الإعلامية بين الحين والآخر، كلما وقع حادث كان ضحيته مصرياً يعمل فى دولة عربية شقيقة، وقد لفتت عملية تكرار الحوادث انتباه بعض المُشتغلين فى قضايا الأبحاث الاجتماعية، والمُهتمين بملف المصريين المُقيمين خارج الوطن، خاصة فى دول خليجية استجلبت عمالة مصرية، من مُختلف المهن والتخصُصات للمُشاركة فى تنمية تلك الدول، وسد الفراغ فى أسواق العمل هناك.

السؤال لا يزال قائماً، وإجابته لم تُحسم بعد حتى الآن، لكن الأمانة تقتضى ألا ندفن رؤوسنا فى الرمال مثل النعامة، نبحث الأسباب الحقيقية بدون حساسية، من أجل تلاشى التعميم بالعموميات، وحتى لا نُدين مُجتمعاً بالكامل، أو نوجه اتهامات لشعب بعينه لا تستند لأدلة واقعية مُقنعة صادقة، فى ذات الوقت ليس من الصواب ولا من العدل تبرئة مُتهم من جريمة مهما كان منصبه أو جنسيته.

كما أن التزام مبدأ تقصى حقائق كل حادث اعتداء على مصرى أو مصرية على حدة يجب أن يكون هو الأساس فى تناول هذا الملف، أيضاً بحث فيما إذا كانت هناك روابط أو أوجه شبه للحوادث المُتفرقة المُتكررة من عدمه، ضرورة وليست ترفاً.

من الضرورة أيضاً الوضع فى الاعتبار إنهاء المواقف التى تتسم بالميوعة والالتفاف حول المُشكلة دون مواجهتها بصراحة وحيادية، والإقلاع عن مقولات الأكليشهات الثابتة، مثل: (المصالح السياسية المُشتركة - العلاقات الاقتصادية – الخوف من عودة مئات الآلاف من العمال المصريين لأرض الوطن – تحويلات العُملات الصعبة) إلى آخر العبارات الدبلوماسية التى لا تُغنى ولا تُسمن من جوع.

حول قضية المصرية «فاطمة عزيز» صدر بيان عن وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج جاء فيه «إن الوزيرة نبيلة مكرم تتابع الحادث الذى تعرضت له المصرية من قبل كويتيات، وتفضل عدم تداول القضية، حتى لا تؤثر على المسار القانونى، مؤكدة ثقتها فى السُلطات الكويتية وعدالة إجراءاتها، فالقضاء الكويتى لا يميز بين فرد وآخر، فى توضيح أن الموضوع قيد التحقيق من قبل السلطات الكويتية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الموقف من قبل السيدة المصرية، كما أن السفارة والقنصلية تقومان بمتابعة التحقيقات».

ونحن بدورنا نضم صوتنا لصوت وزيرة الهجرة، انطلاقاً من ثقتنا فى السلطات الرسمية الكويتية وقضائها العادل، لكن السؤال الثانى عقب ما طرحته آنفاً فيما إذا كانت الاعتداءات على المصريين ظاهرة أم حوادث فردية، هو: هل لو تم إصدار حُكم قضائى فى الكويت بإدانة ومُعاقبة الكويتيات اللائى اعتدين على السيدة المصرية سينهى المشكلة؟.. لا أعتقد ذلك، لكن المنطق يقول إن لم يتم بحث الأسباب النفسية وراء تلك الحوادث ومُعالجتها فإن الأمر سيبقى على ما هو عليه، وسيستمر المُتضرر فى الذهاب للقضاء، وتتكرر المشاهد من جديد.

لا أريد سكب الزيت على النار، ولا نريد المُبالغة، ولا نريد زرع بذور فتنة بين أشقائنا العرب والمصريين، فقط نهيب بالسلطات الأمنية فى الكويت أن تقوم بدورها الذى نتوقعه، فى أن تعقد سلسلة ندوات تثقيفية لتعريف شباب الكويت بأهمية بقاء العلاقات بين الشعبين المصرى والكويتى نقية، وإن قلوب المصريين والكويتيين هى فى جسد عربى واحد لا تنفصل أعضاؤه.. وللحديث بقية.

[email protected]