رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 «الموضة» لدى بعض الوزراء الآن.. هى إطلاق تصريحات «شعبوية» مقيتة.. أقل ما يمكن وصفها به هو أنها تمثل تلاعبا خطيرا بنيران الفتنة وإثارة النعرات والأحقاد الطبقية.. فى مجتمع ناله ما ناله خلال السبع سنوات الفائتة من تمزق وخراب أخلاقى وقيمى وسلوكى.. ولم يعد قادرا على تحمل المزيد من صب الزيت فوق حرائقه المستعرة.

•• بالأمس

فعلها وزير التربية والتعليم.. بحديثه «غير المُبَرَّر» حول مجانية التعليم.. وأنها تمثل من وجهة نظره ظلما اجتماعيا وأضرت بالتعليم نفسه.. وهو ما أثار موجة استياء جماهيرى عارمة.. واعتبرها الكثيرون تمهيدًا لاتخاذ قرار رسمى بإلغاء التعليم المجانى.. كما اعتبروها انقلابا فكريا فى نظرة الدولة للتعليم باعتباره كالماء والهواء.. ذلك الشعار الذى ظل منذ قبل منتصف القرن الماضى وحتى الآن يمثل أحد أهم مكاسب هذه الحقبة.. وعمودا أساسيا لكل دساتيرها.. فإذا بالسيد الوزير يطلق تصريحه «الصادم» الآن ليثير الشجون والتساؤلات: هل سيعود التعليم مرة أخرى حقاً «للأسياد» والقادرين، وحراما على أبناء العامة والدهماء والفقراء؟

هذا الاستياء أجبر الوزير على أن يدلى بتصريح جديد ينفى فيه وجدود أى نية لإلغاء مجانية التعليم.. وينتقد كالعادة من نسب إليه هذه التصريحات التى يرى أنها كالعادة أيضًا تم اقتطاعها عن سياقها.. وتم نشرها دون علمه.. حيث وردت على لسانه خلال جلسة مع بعض أعضاء مجلس النواب.. لكنه لم يكن يريد نشرها «على الملأ».. فالثابت مما قاله الوزير أنه فعلا يدعو إلى إعادة النظر فى مجانية التعليم.. حيث قال وفقا للنص المنشور: «مجانية التعليم مينفعش تتساب بدون نقاش، لازم تناقشوه، لو فضلنا عايشين بدا نبقى بنضحك على نفسنا، دا ظلم اجتماعى مش عدل اجتماعى، هنفضل عايشين كدة لإمتى؟».. لكن الوزير لم يكن يعلم أن هناك صحفيين حاضرين للقاء سيقومون بنشر هذا التصريح الخطير..!!

•• ومن قبل

فعلها أيضا.. وما زال يفعلها.. وزير التجارة والتموين الذى دأب على إطلاق هذه التصريحات «الشعبوية».. وتحديدا فى حديثه عن دعم السلع وعن البطاقات التموينية.. وأن من يركب سيارة مرسيدس أو يعلم أولاده فى المدارس «الانترناشيونال» أو يشترى تذكرة لحضور حفل للمطرب عمرو دياب سعرها 20 ألف جنيه.. لا يستحق أن يحصل على الدعم.

مع أن أحدا من هؤلاء لم يطلب منه شيئا أصلا.. وإذا كانت هناك بعض الحالات الشاذة التى أمكن كشفها أثناء مراجعة بطاقات التموين.. فإن هذا ليس مبررا أبدا لهذا الهجوم الحاد على كل من ينتمى إلى هذه الفئة «القادرة» وكأنه ارتكب ذنبا أو جرما يستحق عليه الحرمان من حقوق يتمتع بها الآخرون.. وكأن الغنى أصبح فقرا مثلما أضحى الفقر عارا..!!

يحدث ذلك من الوزير الذى يتعمد دائما اللعب على أوتار التفاوت الطبقى كلما كان هناك حديث عن الدعم وغلاء السلع.. بينما لا نجد منه إجابة منطقية ومقنعة عندما يكون السؤال والحديث عن أداء وزارته ودورها فى حماية الأسواق ومواجهة الاحتكارات والتلاعب بأقوات الناس.. ومن ذلك ما صرح به أمس الأول فى البرلمان بأن «الحديث عن تراجع دور وزارة التموين والتجارة الداخلية فى الرقابة على الأسواق أمر غير صحيح إطلاقا»، وأنه «لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وما يقدر على القدرة إلا الله».. وهو اعتراف صريح بعجز أجهزة وزارته عن فرض رقابتها على الأسواق..!!

•• خطورة مثل هذه التصريحات

أنها تنطوى على خطاب يثير الغرائز والنزعات الطبقية والطائفية.. ويشحن الناس بالكراهية والعداء.. ويجلب كوارث اجتماعية لا حصر لها.. والمؤكد أننا لم نعد قادرين على تحمل المزيد من هذه الكوارث.. فرفقا بالوطن أيها الوزراء.