رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

 

 

لا كرامة لنبى فى وطنه، ومزمار الحى دائماً لا يُطرب. عباقرة وأفذاذ وموهوبون تلاشوا فى النسيان ولم تصلنا منافعهم لأنهم لم يجدوا بيئات حاضنة ومُجتمعات مُساندة وحكومات مشجعة. تخيلوا لو كان أحمد زويل فى مصر، وقدم أبحاثه بشأن الفيمتو ثانية، هل كان سيجد مَن يُرحب بها؟ رُبما كان الناس سيتهمونه بالجنون لأنه تحدث عن أمر يجهلونه.

لذا لم يكن غريباً أن يقول زويل عليه الرحمة: «الغرب ليسوا متقدمين لأنهم أذكياء والعرب ليسوا متأخرين لأنهم أغبياء. الغرب متقدم لأنه يقف غلى جوار الفاشل حتى ينجح، والعرب متأخرون لأنهم يقفون أمام الناجح حتى يفشل».

فى بلادى كم من ناجحين وموهوبين يتم تفشيلهم بجينات التواكل وتراث الغيرة وروح التسليم بالتأخر والتخلف. أحدهم التقيته قبل أيام وهو يعبر بخياله العلمى سماوات التبلد راسماً عبقرية عظيمة ظل على مدى ستة عقود وأكثر يبنى مدائنها. الرجل هو السفير والطبيب النفسى محمد هادى التونسى، الذى يُحاضر فى أكبر المؤتمرات العلمية فى أوروبا كمبتكر لعلاج جديد لأمراض متنوعة تنتج بسبب الأمراض النفسية. أما علاجه فبلا مشرط أو عقاقير، وإنما بجلسات تسوية للنفسية عبر التخاطر تمتد ثلاث ساعات. ويدخل الطبيب إلى دماغ المريض ليمحو الطاقات السلبية بما يُعيد للعقل البشرى صفاءه ونقاءه.

تعلم الطبيب خلال رحلة عمله الدبلوماسى، علوم ما وراء الطبيعة، الصفاء الذهنى، التنويم المغناطيسى، والتخاطر الروحى، والعلاج باستخدام الطاقات غير المرئية، ليُقدم أبحاثاً علمية لمجلة « ECPP « البريطانية المتخصصة فى العلوم السيكولوجية، وصفت بأنها علاج غير مسبوق لأمراض الربو والضغط والسمنة والأمراض العصابية، وكثير من الأمراض العضوية التى ترجع لأسباب نفسية.

واحتفت محافل دولية ومؤسسات عالمية عديدة بالرجل، ودعته لمُحاضرة جموع أطباء ومتخصصين فى علوم الباراسيكولوجى، وطلبته دول للعمل لديها.

 غير أنه لم يجد يداً تُحيّى ولا ظهراً يستند عليه داخل بلده. ذهب الرجل إلى جهات مسئولة، عارضاً اكتشافاته وأبحاثه، لكن لم يفهم الجالسون فى مكاتب أروقة الجهات الحكومية أن هناك عالماً يتطور وأن علوماً جديدة تضاف، واكتشافات تولد. وقالوا له إن الطب والعلاج هو ما درسوه فى الكتب فقط. لا خيال ولا سمو ولا رغبة فى القفز فوق حواجز التقليدية وكسر قوانين الجمود.

الطب الجديد يقلب العالم. يُغير خرائط البزنس والاقتصاد. علاجات غريبة للسرطان وللأمراض المزمنة والمستعصية دون عقاقير. شركات الأدوية العالمية مُهددة بقدرات اليوغا، والتخاطر، واستغلال الطاقات النفسية.

 الناس تُفكر وتُجدد وتُبدع وتتأمل وتُحلل وتعيد النظر، وتمد سحابات الخيال إلى أبعد من أى شىء بحثاً عن نفع الإنسان وعلاجه.

العلم لا يُقاس بكثرة المال، وكثير من الشعوب الغنية فقيرة فى البحث العلمى والتطور المعرفى، لكنه يُقاس بقدرة المُجتمعات على إحتضان المواهب، ومساندة الحكومات للمغردين خارج السرب، الساعين إلى الاكتشاف والابتكار والتنمية.

لذا تذكروا محمد هادى التونسى العالم والطبيب، لا السفير السابق، وساندوه فى مشروعه لعلاج الناس روحياً وفكرياً.

والله أعلم.

 

‏ «:[email protected] com»