عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

مما لا شك فيه أن العلم هو اللبنة الأولى والأساسية لنهضة الأمم والشعوب، فبالعلم والعلم ترتقى الأمم وتتقدّم، وهو العامل الأساسى والأهم لانتقال الأمم من طور الانحطاط، والتخلف، والرجعية، والتبعيّة إلى طور الازدهار، والتقدّم، والقيادة، وإذا ما أردنا تصنيف أهمية العلم على سلم أساسيات الحياة فإنّه يقع على نفس الدرجة التى تقع عليها أهمية المأكل، والمشرب، والحياة الآمنة، فإذا ما أرادت أى دولة أن تصبح من دول العالم الأول فوجب عليها أن تعطى العلم والعلماء اهتمامًا يضاهى اهتمامها بمواردها وزادها البشرى؛ لأن الدولة التى تملك الموارد والقدرات البشرية لا تساوى شيئًا دون عقل مفكر ومدبّر يسيرها، وإذا ما نظرنا في التاريخ القديم والحديث فسنجد أنّ كلّ الأمم التى تقدّمت وتحضّرت وتطوّرت تفوّقت بالعلم.

أهمية العلم فى تطوّر الإنسان والمجتمعات منذ فجر التاريخ، ومنذ النشأة الأولى، ومنذ أن كان الإنسان يستخدم أوراق الأشجار لكى يستر عوراته، كانت أهمية العلم واضحة وجلية، حتى عند الإنسان الحجرى، فالفطرة البشرية السليمة التى دفعت الإنسان وما زالت إلى البقاء والتطوّر حثته على إعمال العقل والتفكير، ابتداءً من اختراعه لأبسط الأدوات التى تساعده على الحياة وانتهاءً بوصوله إلى سطح القمر. التعليم فى الإسلام لابدّ لنا من التطرّق إلى أهميّة العلم فى الأديان السماوية وعلى وجه الخصوص الدين الإسلاميّ، فيكفى أن نذكر أنّ أوّل كلمة وردت فى القرآن الكريم هى كلمة اقرأ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ) {العلق: 1}، وما ذلك إلا تأكيدًا على أهمية التعلّم وواجب وضعه على سلم الأولويات.

وكان النبى محمد صلى الله عليه وسلم يدرك أهمية العلم والتعلّم فى مسيرة الأمة الإسلامية، فقد افتدى مجموعة من أسرى معركة بدر ممّن ليس لهم فدية بتعليم جماعة من المسلمين القراءة والكتابة، قال ابن القيم رحمه الله فى زاد المعاد: (فصل فى حكمه فى الأسرى: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فى الأسرى فادى بعضهم على تعليم جماعة من المسلمين الكتابة). وننتقل إلى تجربة التعليم فى سنغافورة مما يستشهد به فى مجال أهمية التعليم قصة نجاح سنغافورة فى انتقالها من كونها جزيرة فقيرة معدومة الموارد يقطنها شعب أُمّى جاهل إلى بلد يضاهى مستوى معيشته مستويات البلدان الأكثر تطوّرًا وذلك فى أقل ّمن خمسين عامًا، وكل ذلك جاء بعد أن أولت الحكومة العلم والتعليم جلّ اهتمامها، ففى تقرير بيرسون لعام 2014م الذى صدر عن أفضل نظم التعليم فى العالم فى المهارات المعرفية والتحصيل العلمى جاءت سنغافورة فى المركز الثالث عالميًا بعد كوريا الجنوبية واليابان، فهى تمتلك نظامًا تعليميًا عالى الجودة يمكن للأنظمة الأخرى أن تتعلّم منها.

وهذا ما تسعى إليه مصر فى الآونة الأخيرة ونتمنى النجاح والتقدم لكل من يعمل على رقي المؤسسة التعليمية والعمل على مصلحة الطالب المصرى. هذه مصر ونتمنى التقدم والازدهار دائما فى جميع المجالات.