رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

لم يشهد التاريخ على مر عصوره رجلا يطاوله فى أخلاقه التى امتدحها المولى عز وجل حين قال له «وإنك لعلى خلق عظيم» , وفى جميع صفاته التى عجز عن استيعابها البشر, أراد الخير للجميع, أعلى شأن النفس البشرية لدرجة أنه قام واقفًا لجنازة يهودى ولما سألوه أجاب « أليست نفسًا» , وفرح لإسلام صبى يهودى عندما نطق الشهادتين ثم فارق الحياة, ترفق بحبر من أحبار اليهود عندما أراد الفاروق عمر أن يفتك به بعد أن وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه من عائلة تماطل فى سداد الديون علما بأن موعد السداد لم يحن بعد, وقال لعمر أعطه حقه ومثله معه جزاء ما روعته فكان ذلك سببًا فى إسلام الحبر وأتباعه.

ادخر دعوته المستجابة لأمته, التى لم تقدم له شيئًا – إلا من رحم ربى- فلم تستن بسنته, ولم تنتهج نهجه الذى فيه خيرا الدنيا والآخرة,– كتاب الله وسنتى- ولم تعلم أبناءها سيرته العطرة, فى الوقت الذى حرصت فيه أشد الحرص على تعليمهم اللغات الأجنبية والآداب الغربية وكل ما ينتهجه علماء الغرب ظانين بذلك أنهم فعلوا ما عليهم تجاه فلذات أبنائهم, ولو علموا الحق ما فعلوا, فخرج الأبناء مدججين بالعلم المادى البحت والخواء الروحى, وأصبحت معلوماتهم عن الحبيب المجتبى تكاد تكون معدومة, ففى تقرير أجرته إحدى الفضائيات وجهت فيه سؤالا لشريحة من مختلف الأعمار عن الاسم الثلاثى لسيدنا محمد, فجاءت الإجابات «مسخرة» تعدت مرحلة الصدمة والدهشة والجهل والبلاهة وانعدام الأهلية, فمنهم من قال «محمد رسول الله» هو الاسم الثلاثى للنبى, ومنهم من قال محمد ابن آدم وستنا فاطمة».

ومنهم من اختصر الطريق وآثر السلامة وقال لا أعرف, فى المقابل إذا وجه نفس السؤال عن لاعب كرة أو ممثل شهير أو حتى مغمور لجاءت الإجابات كاملة مشفوعة بالإضافات والتوضيحات, مع سعادة بالغة بالمعرفة , والتطوع بالمزيد.

تلك هى الحقيقة المؤلمة التى لا يجب أن نغض الطرف عنها, بل ينبغى الاعتراف بها ومواجهتها إذا أردنا تصحيح المسار والعودة إلى الفطرة السليمة التى فطر المولى عز وجل الناس عليها.

فلنبدأ من الآن وكفى ما مضى , ولنعلم علم اليقين أن فلاحنا ونجاحنا فى اتباع سنة حبيبنا وقدوتنا فى وقت عزت فيه القدوة بعد أن انتقلت إلى من لا يستحقها فهل نفعل؟ أم أننا سننتظر إلى العام القادم لنقدم الاعتذار السنوى ونمضى إلى ما كنا عليه.

[email protected]