عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

من حق الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار أن تقتحم اختصاصات المحافظين بعد أن اكتشفت سوء معاملتهم للشبان المتعطشين للعمل على عربات الفول والكبدة فى الشوارع والميادين العامة، ما من حملة لمحافظ إلا وترى رجاله من شرطة البلدية يصادرون عربات الأكل فى الشوارع العامة، وفى معظم الأحيان يتحول المشهد إلى منظر مأساوى وهم يقلبون هذه العربات بما تحمله من مأكولات على الأرض ثم يرفعونها فى لوارى ومش مهم لو تعرضت للكسر وهم يصحبونها معهم إلى ديوان المحافظة، ولا يتأثر المشهد ببكاء صاحب العربة الشاب على ضياع رأس ماله وعلى بضاعته، ثم يجد نفسه مشدودا للحى وتحرير محضر له بحجة أنه لا يحمل ترخيصا لمزاولة بيع السندوتشات فى الشارع المصرى.

دكتورة سحر نصر اجتمعت مع الوزير اللواء محمود شعراوى وزير المحليات وأكدت له أن صندوق تحيا مصر سيقوم بتمويل الشباب لشراء عربات متنقلة للأكل وأنها هى التى ستعطى هؤلاء الشبان تراخيص عمل بالتنسيق مع مديريات الصحة وجهاز البيئة للوقوف فى الشارع بقوة القانون، وسوف يتم استخراج التراخيص من مركز خدمات المستثمرين بالمحافظات وتلتزم كل محافظة بتوزيعهم فى أماكن متفرقة تحت إشرافها.

ضربة معلم.. وبمعنى أصح خبطة وزيرة تفهم إيه هو الاستثمار وهى تقوم بتشجيع أولادنا الشبان على مثل هذه المشاريع، للحق الخطوة التى أقدمت عليها سحر نصر عجز عنها محافظون كثيرون فى العاصمة وفى الجيزة وفى الإسكندرية، وكان كل همهم الشو الإعلامى عند مطاردة هؤلاء الشبان، مع أن استثمارهم فى المشروعات الصغيرة كان مطلوبا، فكثيرون نجحوا من عربة اليد والوقفة على الرصيف، وأكيد تذكرون الحاج صابر بائع الأرز باللبن والقشدة بحى الإبراهيمية فى الإسكندرية، فقد كانت مصر كلها كلما سافرت فى المصيف اتجهت إلى عربية الحاج صابر الذى توفى وورث عنه أبناؤه هذه المهنة وصارت لهم محلات فى جميع أنحاء مصر تحمل اسم الحاج "صابر" ولا تزال عربته اليد فى مكانها.. لماذا لا نشجع شبابنا على استثمار وقتهم فى عمل شريف..

  أذكر صديقى المحاسب العلامة عمرو كمال رئيس البنك العقارى، الرجل أثاره موقف أختين تعرضتا لحملة من رجال البلدية وكانت الأختان تبيعان على عربة فى الشارع المصرى، ولأنهما لا تحملان ترخيصا بالوقوف فى الشارع تحطمت العربة أمام أعينهما، هذا المشهد أبكى رئيس البنك وقرر أن يضخ جزءاً من استثمارات البنك فى مشروعات الشباب ويتبنى البنك موضوع التراخيص، وأتمنى أن يحدث توافق بين فكر الوزيرة المجتهدة سحر نصر وفكر رئيس البنك العقارى فهذا مكسب كبير لأولادنا الشبان..

  الذى أعجبنى فى سحر نصر أنها حازمة، مثل البلدوزر تدوس الغلط بلا رحمة وهذا هو سر شعبيتها، فقد أعلنت عن إطلاق مبادرة «فكرتك شركتك» وسيقوم صندوق تحيا مصر بدعم هذه الفكرة فى صرف التمويل للشباب وبفائدة ضئيلة جدا لكى يتربحوا ويتعيشوا ويقيموا المشاريع الصغيرة، الوزيرة أتت بقيادات الحكم المحلى فى حضور اللواء محمود شعراوى، وللحق الرجل يختلف كثيرا عن وزراء سبقوه، ومد يده مخلصا فى هذه المبادرة وأعلن تأييد المحافظين لها.. أفهم من كلامه أنه سيقوم بتقنين وضع عربات اليد الحالية.

  الذى أسعدنى فى هذه القضية أننى سبق أن تناولتها فى مقالات عديدة وكانت تقابل من جانب المحليات بالتطنيش، وآن الأوان أن تتبناها سحر نصر بعد أن فاض بها من البيروقراطية التى تتمثل فى الحكم المحلى وهى لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا يستفيد منها أولادنا، سحر وزيرة صاحبة كلمة وأحياناً تشوط الذى يعرقل الاستثمار مهما كان مركزه فهى تمتلك الحاسة التى تقيم عمل كل من حولها، وهذا الذى أراحنى نفسيا وأنا أرى تحركها مع قضية سبق أن كتبت فيها.. فكونها تشرك جميع مراكز خدمات المستثمرين فى المحافظات لتنجح هذه التجربة مؤكد أنها ستشد معها شباناً من على المقاهى لينزلوا إلى ميدان العمل وهذا هو الذى تسعى إليه، الشغل أفضل من الكسل، والإنتاج عن الشيشة.

  اسمحوا لى أن أحيى د. سحر نصر وأقول لها فعلا حققت فكر السيسى فهو ينام وفكره لا يتوقف عن التفكير فى توفير فرص لشبابنا حتى ولو بالاستثمار فى المشاريع الصغيرة..

  عن نفسى أتمنى أن تتحول الأسواق إلى مشاريع استثمارية، وفرصة الشباب أن أبواب وزارة الاستثمار مفتوحة لأى عائق المهم نبدأ ببوابة الاستثمار ونتطلع على المشروعات المطروحة.. وبالتنسيق مع البنك أو صندوق تحيا مصر يتم الاستجابة للتنفيذ.. أن تأتى دراسة الجدوى مؤيدة لنجاح المشروع.