عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

نفذ ترامب وعده وباتت الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران سارية المفعول منذ الخامس من نوفمبر الجارى، وهى الحزمة التى طالت هذه المرة قطاعات النفط والطاقة والمصارف والشحن وبناء السفن ومعاقبة مختلف الشركات العالمية التى تتعامل مع الاقتصاد الإيرانى. لقد عكس ترامب بمواقفه سياسة الانعزال والغطرسة وغاب عنه أن ما اتخذه ويتخذه من قرارات سيكون له آثار وخيمة على أمريكا.

وفى عملية التفافية أعفت أمريكا ثماني دول من قيود استيراد النفط الايرانى وهى الصين والهند وايطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا، فأمريكا بالقطع لا تملك إرغام الصين على القبول بما تشرعه من أحكام خلافاً للدول الأوروبية التى تربطها مصالح بأمريكا.

ورغم ذلك فلقد عارض الاتحاد الأوروبى العقوبات. كما بادرت الأمم المتحدة فاعترضت عليها بوصفها عقوبات أحادية. وهذا أقصى ما يمكن للمنظمة الدولية فعله، حيث إنها عاجزة ليس باستطاعتها التصدى لما تقوم به أمريكا فى الساحة الدولية لا سيما وأن لأمريكا اليد الطولى عليها بعد أن باتت أداة فى يدها.

غاب عن ترامب اليوم أن سياسة استراتيجيات العقوبات التى سلطتها أمريكا ضد إيران لم تفلح فى الماضى ولم تأت أكلها على مدى سنوات طويلة ولم تحقق الهدف المعلن من تطبيقها ألا وهو إجبار إيران على التخلى عن برنامجها النووى، فكل ما حققته العقوبات الأمريكية على إيران على مدى أربعين عامًا هو أنها أثقلت كاهل المواطن الإيرانى.

ولكن على النقيض لم تفت فى عضد النظام بل على العكس قوت شوكته.  ولا أدل على ذلك من رد فعل النظام الإيرانى على الحزمة الأخيرة من العقوبات، فلقد صعد النبرة ضد أمريكا، وبادرت السلطات الايرانية فأجرت تدريبات جويةعلى مدى يومين لتبعث عبرها برسالة إلى واشنطن مفادها أنها لن تخضع ولن تستكين.

هذا بالإضافة إلى أن هذه الحزمة من العقوبات لم ينجم عنها سوى تعميق الخلافات بين أمريكا والدول الخمس «الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا» وهى شركاؤها فى التوقيع على الاتفاق النووى مع إيران والذى تم إبرامه فى يوليو 2015 ، والذى بادر ترامب وانسحب منه فى مايو الماضى رغم أنه اتفاق دولى وليس اتفاقاً ثنائياً.

غاب عن ترامب أن العقوبات التى فرضها على إيران غير مشروعة وظالمة وتمثل انتهاكاً للقانون الدولى، كما أن فرضها سيكون ضد مصلحة أمريكا إذ إنه سيدفع روسيا والصين إلى احتضان ايران وبذلك تكون أمريكا هى الخاسر الأكبر.

غاب عن ترامب أن حشر ايران فى الزاوية ليس من الحكمة، وأن عزلها مسألة خطيرة لا سيما وأن الشعب الايرانى هو الذى سيعانى من فرض هذه العقوبات، وخاصة أنها لن تؤدى بدورها إلى تحقيق شروط الإذعان التى فرضها ترامب على ايران. ولهذا يظل الحوار المجدى هو الأكثر فائدة فى تحقيق المراد.