رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

 

 

منذ اليوم الأول لبدء حملته للترشح للرئاسة قبل نحو أكثر من أربعة أعوام، ولدى الرئيس السيسى رؤية واضحة لمعضلة تجديد الخطاب الدينى لم يكف عن التذكير بها فى كل مناسبة، تنطوى على  دعوة للفهم الصحيح للنص الدينى تتصدى لأفكار التطرف والغلو والشعوذة  والفتوى والدعوى، بغير علم، بما يعلى من ثوابت الدين ورسالته وقيمه السامية التى تسعد البشر وتصون كرامتهم، وترسى بينهم  مبادئ العدالة، وتحترم الاختلاف والتنوع فيما بينهم، ولا تميز بينهم بسبب جنس أو دين أو عرق، بما  يعزز جوهر مبدأ المواطنة، فلا تفرق بين المواطن والمؤمن .

وفى لقاء له آنذاك، قبل الترشح، مع ممثلى الأحزاب والقوى السياسة، ضرب الرئيس السيسى مثلاً بأمم ناهضة تتصدر المشهد العالمى  حضاريًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا  وثقافيًا، ولا دين سماوياً لها مثل اليابان. 

هذا المبدأ الهام الرامى إلى تطوير الخطاب الدينى بما يفضى إلى  احترام حرية العبادة، كرره الرئيس فى منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، بتأكيده أن الخطاب الدينى يحتاج إلى تصويب، حتى لا يتم استغلاله فى جذب الشباب إلى التطرف والإرهاب، وأن الإيمان هو علاقة بين البشر ورب البشر، وأنه لا يحق لأحد التدخل فى عقيدة الآخر، لأن الإيمان مسئولية المواطن لا الدولة، وأن حرية العبادة مكفولة لكل الأديان دون تمييز بين معتقديها .

لكن دعوات الرئيس، مقارنة بما يجرى على أرض الواقع، باتت أشبه بقول الشاعر العربى القديم:

لقد أسمعت لو ناديت حياً.... ولكن لا حياة لمن تنادى

ولو نار نفخت بها أضاءت.... ولكن أنت تنفخ فى رماد !

ففى البرلمان يتصدى نواب لمنع صدور قانون يحظر النقاب فى المنشآت العامة ومؤسسات الدولة وهيئاتها، وفى قاعات التدريس والتمريض، برغم تصريح شيخ الأزهر أكثر من مرة بأنه عادة اجتماعية لا علاقة لها بالدين، ودعوته للتفريق بين الثابت والمتغير فى الإسلام.

وفى الملف البديع الذى أعده الزميل رجب  جلال فى المصرى اليوم عن تجارة الضفادع الرائجة عالمياً يجلب الاستثمار بها مليارات الدولارات، لانتشار أكلها فى دول أوروبية ولاتينية، وآسيوية، فتتقدم دار الإفتاء بنصوص من أدابير تراث مجهول، لتفتى بتحريم صيدها وتصديرها وأكلها، مع أن إندونيسيا وهى أكبر دولة إسلامية فى العالم من حيث عدد السكان، تنتج وتصدر نحو %80 من حجم الاستهلاك الدولى من الضفادع !

قس على ذلك رفض  تقنين  الطلاق الشفهى، ورفض إلغاء العقوبات على ما يسمى  ازدراء الأديان، والتصدى لكل مشروع قانون  لتنظيم الأزهر، بعد أن منحه الدستور سلطات فوق مهامه كمؤسسة تعليمية لا دينية اختصاصاته .

وجريدة المقال  كانت من أولى المؤسسات الصحفية التى استجابت لدعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى، فصدرت قبل نحو ثلاث سنوات يومية، ثم تحولت إلى جريدة إسبوعية بعد أن عجزت عن توفير نفقات إصدرها، إلى أن توقفت تماما قبل أيام عن الصدور، ليخسر الوسط الصحفى وقضية الاستنارة وزيادة الوعى بصحيح الدين، واحد من أهم الإصدارت، التى امتلكت القدرة على مخاطبة القارئ العادى ببراعة، وليكسب «طيور الظلام» والمتاجرون بالدين !

فى الجزء الثانى من كتابه الأيام، يذكر  «طه حسين» نماذج من أساليب التدريس، ومناهج التفسير التى انتقدها لبعض مشايخ الأزهر حين كان يدرس به، فروى أنه كان يقرأ من نص تراثى مع زملائه يقول إن الفقهاء كفروا الحجاج لقوله والناس يطوفون بقبر الرسول «إنما يطوفون برمة أعواد «فأنكر طه حسين أن يكون فى كلام الحجاج ما يكفره، وقال إن الحجاج أساء أدبه وتعبيره، لكنه لم يكفر، فتم فصله من الأزهر، فيمضى  ليضيء بفكره وكتبه الصحيح للتراث الإسلامى عقول البشر، ويثبت أن للأعمى أنواراً لم يدركها غلو من فصلوه، وحاكموه.