عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قلنا إن أهم ما يملكه العرب إرادة التغيير (إذا أرادوا فعلاً)، ودللنا على ذلك من أحداث التاريخ العربى القديم والحديث ودائماً يجب أن نتعلم من الماضى عندما نخطط للمستقبل، وقد عادت بى الذاكرة إلى كتاب قرأته فى صدر شبابى بعنوان «ناصر NASSER» لأنتونى ناتنج وزير الدولة البريطانى فى عهد حكومة إيدن هذا الرجل استقال من الحكومة البريطانية احتجاجاً على العدوان الثلاثى البريطانى الفرنسى الإسرائيلى على مصر فى مثل هذه الأيام منذ اثنين وستين عاماً وتحديداً تم الهجوم على بورسعيد فى 29 أكتوبر عام 1956.

وقد كان ناتنج قبل حرب السويس ‏أحد أهم أفراد الجيل الثانى من رجال السياسة فى بريطانيا بعد جيل أنتونى إيدن وهارولد ماكميلان‏,‏ وقد عمل مع إيدن لسنوات الذى كان  محل ثقته‏,‏ لذلك حين ازدادت الضغوط على بريطانيا من أجل الجلاء عن مصر بعد قيام ثورة يوليو‏1952‏ اختار إيدن أنتونى ناتنج لكى يرأس هذه المفاوضات أمام عبدالناصر الذى كان إيدن يكرهه كراهية التحريم‏,‏ وقد أتم ناتنج المفاوضات ووقع بالفعل اتفاقية الجلاء مع عبدالناصر فى القاهرة عام ‏1954,‏ لكنه من خلال تعامله مع جمال عبدالناصر خلال المفاوضات اكتشف موقف إيدن الكاره لمصر وعبدالناصر وحين تآمر إيدن للهجوم على مصر‏,‏ بعد تأميم عبدالناصر للقناة لم يستطع ناتنج مجاراة رئيس وزرائه واغفال ضميره‏,‏ بعد أن  وجد ناتنج أن محاولة اسقاط عبدالناصر قد سيطرت تماما على عقل وفكر إيدن لدرجة أعمت بصره عن الحقيقة وكشف ناتنج قناع البلطجة البريطانية امام العالم وهكذا شهد شاهد من أهلها نظرة التعالى من الغرب للعرب.

وسواء اتفقنا أو اختلفنا بشأن عبدالناصر لا يمكن أن ننكر أن مصر تعرضت لما يمكن تسميته كبوة عسكرية فى «حرب السويس» كما يطلقون عليها فى أدبيات العلوم السياسية والعسكرية ولكن كان هناك انتصار سياسى منقطع النظير تمثل فى كشف الوجه الحقيقى لأطراف العدوان أمام العالم الحر فى ذلك الوقت وليس أدل على ما نقول إن أسهم ناصر ارتفعت فى مصر والعالم العربى وأفريقيا وآسيا ودول أمريكا اللاتينية لاسيما عندما تمكن المصريون من إدارة قناة السويس باقتدار وبناء السد العالى دون الحاجة للتمويل الأمريكى ولا لقرض صندوق النقد الدولى مما تقدم يمكن القول إن هناك فائدة كبيرة لفكرة إعادة قراءة التاريخ من آن لآخر حيث نجد أنه ربما فى كل قراءة جديدة نكتشف أشياء لم ندركها فى القراءة السابقة ما يساعدنا على فهم الحاضر وتوقع واستشراف معالم المستقبل.

وأقول ذلك لأنه ما أشبه الليلة بالبارحة، حيث ما زالت قوى فى هذا العالم تمارس «البلطجة الدولية» ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف قوى تعمل على لى الحقائق وتطويعها لخدمة مصالحها وما حادث مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى إلا نموذج لحالة الابتزاز التى يتعرض لها العرب النظر عن ملابسات ودوافع الحادث!

ويبقى التساؤل هل العرب لديهم المقدرة على تجاوز مرحلة الحرافيش وتحدى قبضاى أو فتوة الحارة الذى يدعى أنه الوحيد على توفير الحماية لهم؟.. أعتقد أن كل الخيارات متاحة أمام العرب ومنها تفعيل الإرادة الجماعية أو قوتهم القومية فى مواجهة بلطجية عالم اليوم!