كلام
في عام 2009 أطلق الملياردير بل جيتس صاحب مؤسسة مايكروسوفت العالمية، سرباً من البعوض، في مؤتمر تكنولوجيا الترفيه «TED»، الذي عُقِدَ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وطالب الحاضرين من العلماء بوضع حد لمرض الملاريا في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وسط حالة من الهلع والخوف، لم يُبدِدها إلا تأكيده أنَّ البعوض الذي أطلقه لا يحمل أي أمراض.
وأول أمس، شارك بل جيتس في مؤتمر ومعرض لتكنولوجيا المراحيض.. نعم مؤتمر ومعرض لتكنولوجيا دورات المياه، شهدته العاصمة الصينية«بكين».. فاجأ بل جيتس هذه المرة الحاضرين من العلماء والمهتمين، وهو على منصة المؤتمر بعلبة شفافة بها «براز»، ولوّح لهم بها وهو يقول إنَّ علبة البراز التي يحملها بها حوالي 200 مليار فيروس، و20 مليار بكتيريا، و100 ألف بيضة للديدان والطفيليات.. وقد آن الأوان أن تُسهِم التكنولوجيا في التخلص الآمن من الفضلات البشرية، دون الحاجة إلى أنظمة وشبكات الصرف الصحي المُكلِفة، والتي تستهلك كميات هائلة من المياه النظيفة، لدفع الفضلات والمياه القذرة إلى الشبكات.
وشجع بل جيتس من خلال مؤسسة «بل وميليندا» الخيرية- التي تحمل اسمه واسم زوجته - كل الأفكار والابتكارات في مجال تكنولوجيا المراحيض كما يسميها.. وأنفق الرجل من خلال مؤسسته 200 مليون دولار خلال السبع سنوات الماضية لهذا الغرض، حتيى تم التوصل إلى دورات مياه تتخلص من المكونات الضارة في البراز ومعالجتها للحد من الأمراض وانتشارها.. وستوزع مؤسسة «بل وميليندا» نماذج من هذه الدورات على التجمعات السكنية والمدارس في الدول الفقيرة، والتوسع في إنتاجها وخفض تكاليفها لخدمة المناطق المحرومة التي ليس بها شبكات للصرف الصحي.
بل جيتس قد التقيته في عام 2005 عندما زار مصر، ولمست- وغيري ممن رأوه- أني أمام رجل في قمة التواضع والهدوء لا يبخل في دعم الأفكار التي تخدم الإنسانية، التي أنشأ لها مؤسسته الخيرية ودعمها بملياري دولار للأبحاث ونشر الوعي الصحي، والحد من الفقر في الدول الفقيرة في العالم.
مَن مثل بل جيتس من أصحاب المليارات والملايين في منطقتنا وبلدنا، خصص بعضاً من ماله لتحسين أحوال الفقراء؟!