عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

 

تحمل سنوات الطفولة العديد من الذكريات لكل منا بعضها ذكريات سعيدة وأخرى ليست سعيدة بالمرة، وعندما نتذكرها الآن تعلو على شفاهنا ابتسامة جميلة أو ابتسامة مشوبة بالمرارة لهول ما جرى، وفى كل الأحوال اعتقد أن تلك التجارب كانت مفيدة لاكتساب الخبرات والتجارب فى نهر الحياة المتدفق دومًا بتقدم العمر والسنين، ومن الذكريات السيئة التى تحفل بها ذاكرتى ما حدث للعبد لله «المغربى الصغير»في مسجد الجد الاكبر للعائلة«المغربي الكبير» حين كان عمرى 6 ـ 7 سنوات على ما أتذكر.

بدأت الواقعة حين فكر خالى الراحل الحاج مصطفى أحمد وهو تاجر موبيليا داخله نصف رجل صوفى وربع قارئ ومستمع للقرآن وربع عاشق للأخشاب بوجه عام والموبيليا  بوجه خاص، لقد فكر خالى يومها أن يعلمنا الصلاة والتعود عليها منذ الصغر فأشار على بضرورة الحضور إلى منزله لكى نذهب جميعاً أنا وهو وابناه أحمد ومحمود لأداء صلاة الجمعة فى مسجد المغربى الكائن فى السوق التحتانى فى قنا القديمة، كان خالى الراحل يتوسم فينا خيراً ولا يعرف اننا أطفال أشقياء لا نقيم وزناً أو احتراماً لأى شيء فى ذلك العمر.

المهم انه اصطحبنا معه قبل الصلاة بساعة كاملة ودخلنا المسجد الواسع معه فى انتظار الخطبة التى طالت أكثر مما يجب وفقاً لتقديرنا وسنتنا فى ذلك، وما أن بدأت الخطبة الثانية التى يكثر فيها الدعاء حتى بدأنا أنا وأحمد ومحمود فى التملل من طول الجلوس دون لعب أو لهو أو جرى أو سباق، وما أن بدأت الصلاة حتى تحررنا من كل القيود وانطلقنا فى المسجد جرياً ولهواً، نخطف عمة هذا وحذاء ذاك ونجرى وسط المصلين والضحكات تعلو وجوهنا وكان تلاحظ غضب المصلين مما يجرى لكننا لم نعبأ بأى شيء واستمر الحال طوال ركعتى صلاة الجمعة، كنت أنظر إلى خالى من بعيد وهو يقرأ الشهادتين فلاحظت الغضب الشديد على وجهه الذى تحول إلى اللون الأحمر لأنه كان أشقر وشديد البياض وما أن انتهت الصلاة حتى انهالت اللعنات والشتائم علينا من جموع المصلين البعض يقول «أولاد من هؤلاء ويرد آخر» يبدو انهم لم تتم تربيتهم كما يجب وهنا فوجئت بخالى مصطفى يجمعنا سوياً وينهال علينا ركلاً وصفعاً وشتمًا حتى سالت الدماء من وجوهنا وبدأنا فى البكاء بصوت عال، وهنا تدخل المصلون حتى لا يفتك بنا خالى الذى اصيب بمس من الجنون وهو يرى استباحتنا لمسجد المغربى فى صلاة الجمعة.. ومن يومها تعلم خالي الا يصطحبنا معه ابدًا لأى صلاة، حقيقة كانت الواقعة مؤسفة وكنا مخطئين فعلاً ولكن اعتقد أن العقاب كان شديدًا ربما أكثر مما نستحق.. رحم الله خالى مصطفى وأسكنه فسيح جناته.