عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

يا من كنت زوجى، إذا كانت الحياة قد صارت بيننا مستحيلة، لأى سبب، وإن كنت ترانى الآن غير لائقة بمرحلة حياتك الجديدة التى ترقيت فيها أنت وصرت شيئاً مهماً فى الحياة، فيما كنت أنا كالنحلة أدور فى محرابك ومحراب الأولاد، أتفانى فى خدمتكم، فتوقف بى الزمن فيما أنت تنطلق لأنك تفرغت لطموحك ونفسك، إن كان الزمن قد فعل أفاعيله بى لتحملى كل هموم الحياة لأجل أسرتنا، وصرت ترانى أكبر من سنى، بعد أن حفرت تعاريج الزمن بصماتها القاسية على وجهى وجسدى، إن كنت ترى أن امرأة شابة أخرى هى الأنسب لتكمل معها حياتك، وتعتقد أنك ستستعيد معها شبابك، وإنها اللائقة لترافقك ما تبقى من مسيرة حياتك، سأعطيك الحق فى أن تفعل، وأن تختار وترحل، وأن تهيل التراب على سنوات عمرى وشبابى الذى وهبته لك ولأولادنا وكأنها لم تكن، وكأنى لم أعد شيئاً مذكوراً، ولكن لن أعطيك الحق.. أى حق فى أن تهدر حق أولادنا، أن تهملهم، أن تدعنى أهان وأتسول بهم على أبواب المحاكم لطلب النفقة.

لن أدعك تتهرب من رعيتك، مسئوليتك، لتمتع الأخرى بأموالك التى تعبت أنا معك فى جمعها، وضحيت بشبابى لأجلها، كيف ينام ضميرك وأولادنا يحتاجون، كيف تملأ معدتك بأشهى الطعام.. وأولادنا جائعون، كيف ترتدى أبهى الملابس وتهديها الذهب وتسيح معها فى البلدان، وأولادنا عراة، كيف يسمح لك ضميرك أن تدعى الفقر وأنت الثرى، أن تخفى أموالك ومصادر دخلك، لتحرم رعيتك حقوقهم، بعد أن حرمتنى من كل حقوقى الشرعية.

يا ولاة الأمر فى بلدنا الحبيب، هذا زوجى أبو أولادى الظالم، من يتصدى لظلمه، من يوقفه عند حده، من يوقظ ضميره، من يذكره بما أعطيت وأفنيت وضحيت، من يذكره بالرعية التى فى رقبته وأهملها وأسقطها من حساباته، من يحاسبه، محاكمنا دهاليزها سراديب مظلمة، المحامون «إلا من رحم ربى» ألاعيبهم خطيرة ومخالفة للقانون وللضمير، يساعدونه فى التنصل من واجبه بادعاء الفقر، أين العدالة وأين الحق منى.. منه.. من أولادنا وأنا عاجزة أمامهم وأحارب بأيادى ضعيفة وببقايا امرأة هدتها المسئوليات والحياة، أحارب لإنقاذ مستقبلهم وحمايتهم من الضياع.

يا ولاة الأمر ما يحدث فى بلدنا -التى تسير على الشريعة- لا يحدث فى أى بلد آخر لا يعرف حتى الديانات، المرأة المطلقة فى البلدان الغربية مصونة الحقوق، من حقها الحصول على نصف ممتلكات الزوج بالقانون من لتحيا بصورة كريمة هى وأولادها، ولا يمكن لأى مطلق التهرب من مسئولياته، لأن أمواله وكل دخله تحت أعين القانون، والقضاء لتحصل مطلقته على حقوقها كاملة، وحتى لا يتشرد الأولاد، الرجل الذى ليس لديه دخل ويعانى الفقر الحقيقى، تتكفل الدولة بمطلقته وأولادها، فلا تضيع ولا يضيعوا.

أين القوانين المصرية من حماية المطلقات وأولادهم، وصيانة حقوقهم الشرعية، أين ضمائر المحامين «إلا من رحم ربى» من مراعاة الله فى الحق وعدم التلاعب بالقانون لصالح الزوج، أين العدالة الناجزة التى تفصل بسرعة فى قضايا الطلاق والنفقة من أجل صيانة العروض وحماية الأطفال من الضياع.

مطلوب قوانين رادعة لصيانة حقوق ونفقة المطلقات والأطفال، مطلوب عقوبات رادعة للمحامين المتلاعبين، مطلوب السجن المشدد للآباء المتهربين من مسئولياتهم، ما يحدث فى المجتمع المصرى مع تزايد حالات الطلاق كارثة بكل المعايير، ما يحدث يفتح الأبواب أمام انحراف المطلقات وضياع الأولاد، يا ولاة الأمر أفيقوا.. ضعوا القوانين وآليات إنفاذ القانون لصيانة الأعراض وحماية الأولاد، أيها الرجل إذا كان من حقك الزواج بثانية وثالثة ورابعة، نظر أولاً لقدراتك المالية.. اعدل.. اعط الحق لأم أولادك.. خاف الله.. فإن سمحت لك قدرتك الفرار من القانون.. فلن تفر من عقاب الله.. وللحديث بقية.

[email protected]