رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

ما أجملها قصص تلك المرأة العجوز وحكايات الزمن الجميل قالت: كانت الفتاة تسير فى الشارع بالجيب القصير ولا يجرؤ أى شاب رفع عينيه إليها، وقبلها كان النقاب هو السائد وفى الحالتين كانت المرأة مصونة تحترم فى كل مكان وتاج على الرؤوس.. لم نكن نعرف الحجاب وكنا جهلة.. قلت لها وما رأيك فى أن يعود الزمن الجميل والجيب القصير.. قالت بغضب شديد وتحذير: قلت لك كنا جهلة.

هنا بيت القصيد فى مسألة المعتقد، وظهور قانون منع ارتداء السيدات النقاب فى الأماكن العامة، والذى بدأت المناقشات فيه ومباريات وجولات الغضب والاختلاف على منصات التواصل الاجتماعى بمجرد طرحه.. فهناك أمور ومشاكل يجب حلها أهم وأعمق بكثير.

المسألة تحتاج إلى تدخل فورى وسريع من الدولة لحسم الأمر وعدم فتح هذا الباب بعد أن الشعب ذاب وقطعت أوصاله من كثرة الخلاف والاختلاف والتمزق ومرارة العتاب، وتأكدنا تماماً أننا شعب لا يملك ثقافة الرأى والرأى الآخر، فما بالك بالاختلاف حول الدين والاعتقاد.. لعن الله الفتنة. الكل يجمع أن الجوهر قبل المظهر، ولكن طالما أن المظهر لا يضر فما الضر.

وفى شريط الذكريات يظهر الأستاذ فرج مدرس الحساب بالمرحلة الابتدائية وكرباجه وكذلك خرزانة الأستاذ قنديل مدرس اللغة العربية بالثانوية ومسطرة الأبلة آمال مدرسة العلوم بالإعدادى، كل هؤلاء استخدموا أدوات التعذيب ونجحوا فى إخراج أجيال جامعيين من دكاترة ومهندسين وعلماء ومثقفين كما نجحوا أيضاً فى عدم ترك آثار للتعذيب.. وقتها لم يكن قد اخترعت الموبايلات والكاميرات أو الإنترنت والتواصل الاجتماعى.. كان أهالينا من المحرضين.. والمثل السائد تكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعين.. ولكن كانت أيضاً للقسوة حدود.. والآن ظهر هذا الخبيث الذى أصبح يصور كل ما يقوم به المدرس داخل الفصول من ضرب وسب وتعذيب.. وعلى الجانب الآخر يدافع المدرس عن نفسه بفيديوهات لمقتنيات الطلبة من أسلحة بيضاء ومطاَوى.. يثبت أنه يتعامل مع تلميذ بلطجى لا يصلح معه سوى أسلوب القسوة ولكنه المدرس يحتاج إلى المزيد من الصبر والتعايش مع عالم جديد لا يصلح فيه الضرب من حديد، وفى النهاية. هذا مدرس ضاق به العيش ونفد صبره ولم يعد أمامه سوى الدروس الخصوصية وأسلوب التعذيب، وطالب انشغل والداه عنه بمطاردة لقمة العيش تاركينه لأفلام محمد رمضان والبلطجة وثقافة رقص المهرجانات، والتواصل واللعاب الإنترنت والموبايلات والتفاهات.