رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الرغم من أننا تعلمنا تاريخًا مغلوطًا عن فترة بناء مصر الحديثة ما بعد حكم محمد على باشا وبدايات الأسرة العلوية خاصة إبان حكم الخديو إسماعيل الذى عرفنا بعد سنين طوال أنه لم يكن مجرد رجل سكير يهوى النساء والزواج وتقوده رغباته وشهواته، وإنما هو من أسس مصر الحديثة من مد خطوط سكة حديد لأول مرة فى مصر والشرق الأوسط وأنه قد بنى شوارع وسط البلد ورصفها وأدخل الكهرباء إلى الشوارع والمياه إلى العديد من المبانى، وأنه بنى دار الأوبرا المصرية القديمة التى تم حرقها فى السبعينيات وتحولت إلى جراج متعدد الطوابق، بينما تلك الأوبرا كانت تضاهى أعرق دور الأوبرا فى العالم وتعد مزارًا سياحيًا فى بلدان تعرف وتقدر معنى الفن والثقافة وتتباهى بآثار لا ترقى إلى واحد من عشرة مما تملكه مصر.. الخديو إسماعيل خلد اسمه فيما تركه لنا منذ أكثر من مائة وخمسين عامًا وجاء بعده ولده توفيق والسلطان عباس حلمى وولده فؤاد الأول الذى كان له الفضل فى بناء أول جامعة فى الشرق الأوسط وإفريقيا والوطن العربى سميت جامعة فؤاد الأول بعد أن تبرعت الأميرة فاطمة بالأرض والمجوهرات، وتبرعت العديد من الأميرات والأمراء بالأموال اللازمة لبناء تلك الجامعة لتضم عظماء مصر ونوابغها تحت اسم جامعة القاهرة صرح العلم والتعليم.. وإن كان الخديو إسماعيل أول من أسس فى عهد على مبارك أول مدرسة للفتيات باسم مدرسة السنية، إلا أنه أسس أيضًا مدرسة دار العلوم للجمع بين علوم الأزهر ودراسة الأدب والبلاغة وعلوم اللغة والتاريخ باللغة العربية، وهو ما يؤكد أن دراستنا المزيفة المشوهة للتاريخ أثرت سلبًا على الكثير من المصريين فجعلتهم يرون فى الماضى السحيق والتاريخ الإسلامى للفتوحات والممالك الإسلامية بديلًا للواقع ومحاولة للخلاص من القهر والفقر والجهل الذى يعيشونه تحت ظل الاستعمار الفعلى أو الاستعمار الاقتصادى والثقافى، لذا علينا إعادة كتابة تاريخ مصر وكتب التعليم فى المراحل الأولية ودمج التعليم العام مع التعليم الأزهرى فى المعاهد الأزهرية التى لا تعلم التاريخ المصرى الفرعونى أو القبطى أو الحديث، وعلى الدولة أن تفكر فى مشروع قومى حضارى تعليمى ثقافى لتغير حالة الجمود والتعصب الفكرى التى تدفع ضعاف العقول والنفوس إلى الوقوع فى شراك الإرهاب والعنف.. لذا فإن الرئيس السيسى مع خطابه عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى ومحاربة الإرهاب ببناء الإنسان المصرى أن يفكر فى إنشاء أول جامعة أهلية فى العاصمة الإدارية الجديدة باسم الجامعة المصرية ويمنحها الأرض ويفتح باب الاكتتاب بأسهم من المصريين القادرين وغير القادرين للمشاركة فى بناء جامعتهم المصرية الأهلية الجديدة.. هدية للشباب وللأطفال الذين يحلمون بتعليم دولى محلى على أرض مصر وبنكهة وثقافة مصرية فالجامعة تنشئ كليات وتخصصات جديدة فى شراكة علمية ومناهج وتبادل للأساتذة مع كبريات الجامعات والكليات لكل فى تخصصه وتكون المصروفات فى متناول الطبقة الوسطى مع وجود منح كاملة للمتفوقين وأيضًا منح من مصانع وشركات تستثمر فى الشباب والمستقبل.. ومع الجامعة المصرية يمكن بناء مسرح ودار عرض سينمائى وقصر ثقافة ومكتبة ومدرسة من المرحلة الأولية حتى الجامعة على النظام التعليمى الجديد ولجذب الأساتذة والطلاب تبنى عمارات متكاملة الخدمات لأعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة وأخرى فندقية لسكن الطلاب والطالبات تحت إشراف إدارة الجامعة.. تفاصيل كثيرة ولكن نبدأ فى هذا الحلم والصرح التعليمى الثقافى الإنتاجى.. العلم صدقة جارية لا ينضب نبعها ويظل عطرها يملأ الدنيا.